• رئيس التحرير: ماجد التركيت
الأحد 09/مارس/2025
يوسف العمران مثال للشباب الكويتي الرافض للتذمّر والتحلطم

يوسف العمران مثال للشباب الكويتي الرافض للتذمّر والتحلطم

يوسف العمران مثال للشباب الكويتي الرافض للتذمّر والتحلطم

فزعة «بوجراح يُغير» نقطة مضيئة في تاريخ العمل التطوعي

  • رفض أن يكون هبّة ليواصل الإنجاز مع آلاف المتطوعين والمبادرين
  • استحق جائزة التميز والإبداع الشبابي ونال إشادة القيادة السياسية
  • ياللي تحب الكويت لا تقطع الآمال بادر بالأفعال ..شعار العمران للتغيير

 

السلوك الإيجابي أساس لحياة مليئة بالتفاؤل والنجاح، حيث يساعد على خلق بيئة متوازنة وصحية سواء على المستوى الفردي أو الجماعي، فالكثير منا ناجح في عد السلبيات دون أن يحرك ساكناً، لكن أن تسعى إلى تغيير الواقع وأن تبدأ بنفسك فهذا ما يدفع المجتمع إلى تحقيق النمو والظهور بصورة مشرفة.

من تلك النماذج المضيئة يوسف العمران، المعروف بـ"بوجراح"، محب لوطنه بأفعاله قبل أقواله، ومثال للشباب الناشئ النابذ للتذمّر والتحلطم، والمحفز على التغيير الإيجابي في المجتمع من خلال المبادرات الهادفة، يعرفه الكثير منا على أنه ناشط اجتماعي كويتي ومؤسس فريق "بوجراح يغير"، الذي يركز على تنفيذ مبادرات تطوعية لتحسين البنية التحتية والمرافق العامة في الكويت، تشمل أنشطة الفريق إصلاح الشوارع، تنظيف الحدائق، وصيانة المدارس وغيرها.

ما يميز العمران إيمانه بأن العمل هو طريق التغيير، وليس مهماً أن تكون وحيداً فسوف يأتي الآخرون عندما يرونك ناجحاً.

استطاع بوجراح أن ينال ثقة الجميع ما كوّن له فريقاً بالآلاف، كذلك ثقة الدولة في توفير كل سبل النجاح، فهو كثيراً ما يُفاخر بأن الجهات الرسمية حريصة على تذليل الصعاب وتيسير كل سبل النجاح.

يُعتبر العمران شخصية مؤثرة على منصات التواصل الاجتماعي، حيث يشارك متابعيه تجاربه ومبادراته التطوعية، مما يسهم في تشجيع الشباب الكويتي على المشاركة في الأعمال التطوعية وخدمة المجتمع.

المؤثرون ووسائل التواصل

والمؤثرون عبر وسائل التواصل الاجتماعي هم أشخاص بنوا سمعة طيبة من خلال معارفهم وخبراتهم ومهاراتهم في موضوع معين، وينشرون مشاركات منتظمة حول هذا الموضوع على منصاتهم وقنواتهم المفضلة على الإنترنت، ويجذبون لهم ولأفكارهم الآلاف أو الملايين من المتابعين الذي يهتمون بآرائهم عن كثب.

عدوى الإيجابية

يتساءل الكثيرون هل الإيجابية تنتقل بالمخالطة والمجالسة؟ والإجابة واقعاً عند يوسف العمران، فعندما نواجه في حياتنا أشخاصاً إيجابيين نراهم يحفزون من حولهم بتصرفاتهم أو مشاعرهم، فعندما قام بوجراح بأول مبادرة كان يقف وحيداً، ثم انضم إليه اثنان ثم ثلاثة وصولاً لأن أصبح فريقه يُقدر بعشرات الآلاف.

فلسفة بو جراح

يقول العمران: «قرّرت ما أتحلطم على ديرتي، وأبادر وأغيّر كل شيء سلبي إلى إيجابي بدون ما أتكلم»، وفي الفيديو يقود سيارته موديل الثمانينات، ويشغل أغنية «ياللي تحب الكويت لا تقطع الآمال»، ويضع شماغه على كتفه ويتوقف بقرب أحد الجسور، اللي فيه علم الكويت بألوان باهتة والصبغ متهالك، ومن ثم يُخرج من سيارته الأصباغ، ويقوم بصبغ علم الكويت من جديد، لتكون البداية والانطلاقة لـ "بوجراح يغيّر"..

بالطبع اعتبرها البعض هبّة وتختفي، ولكن كانت البداية لسلسلة من الأعمال التطوعية، التي أطلقها بوجراح، واللي قرّر فيها أنه ما يتحلطم ويسوي شي ويغير، بدأ بنفسه، ثم لحقته مجموعة من الشباب الكويتي، الذين يريدون أن يغيّروا الكويت للأفضل، وتطوعوا معه، وتعاونت معه العديد من الجهات والشركات. 

لا للسلبية

يقول بو جراح أن الدافع لمثل هذه المبادرات الإيجابية في المجتمع، هو مواجهة السلبية المنتشرة على وسائل التواصل الاجتماعي، التي تعطي صورة غير صحيحة عن الشباب الكويتي وعن الكويت، لذا قرّرت حينها أن أقدّم للعالم نموذج الشاب الكويتي النشط والمحب للإيجابية.

 

من مبادرات بو جراح

وفيما يلي قائمة بأهم مبادرات بوجراح منذ انطلاقتها وحتى يومنا هذا:

  • إعادة صيانة وتجديد عدد من الحدائق العامة، كحديقة منطقة الزهراء وحديقة منطقة الشعب، من خلال صبغها وتشغيل نوافير المياه فيها، وتركيب كاميرات مراقبة، وغيرها من أمور الصيانة اللازمة.
  • التصدي لمشكلة الحفر في شوارع الكويت، من خلال إصلاحها في مواقع متعددة، كشارع الغيت مول، وأمام منطقة الوزارات، وبعض شوارع منطقة الصليبية.
  • الصيانة والحفاظ على المرافق العامة، مثل إعادة تنظيف وصبغ وصيانة جسور المشاة، وجسر مطار الكويت، وإصلاح بعض محطات الباصات، وتبديل برادات المياه القديمة بأخرى جديدة استعداداً لفصل الصيف، وتنظيف الحدائق بعد الاحتفالات الوطنية.
  • مبادرة اجتماعية، بالتعاون مع إحدى الجامعات الخاصة، ألا وهي مبادرة إعداد أكبر مائدة إفطار في تاريخ الكويت، كما عمل أيضاً على تبديل السجاد في أحد المساجد في رمضان، ليتمكن المصلون من الصلاة بخشوع وراحة.
  • حملة «راح نحييها»، الهادفة لسقي الزرع وأشجار النخيل الموجود في الأماكن العامة وعلى الأرصفة.
  • تأهيل منفذ النويصيب ليكون مؤهلاً لاستقبال ضيوف الكويت بالتزامن مع إقامة خليجي 26.



جائزة التميز والإبداع

استحق بوجراح جائزة الكويت للتميز والإبداع الشبابي في نسختها السادسة، تقديراً لجهوده ومبادراته التطوعية مع فريقه العامل لخدمة المجتمع. 

 

فوائد السلوك الإيجابي

  1. تحسين الصحة النفسية:

التفكير الإيجابي يقلل من التوتر والقلق، مما يساعد في تعزيز الصحة العقلية والقدرة على مواجهة التحديات.

  1. بناء علاقات قوية:

السلوك الإيجابي يجعل الشخص محبباً للآخرين، ويعزز التواصل الفعّال والثقة المتبادلة.

  1. زيادة الإنتاجية والإنجاز:

الأشخاص الإيجابيون يميلون إلى رؤية الفرص بدل العقبات، مما يجعلهم أكثر قدرة على تحقيق أهدافهم.

  1. تحفيز النمو الشخصي:

من خلال التركيز على تحسين الذات، يساعد السلوك الإيجابي في بناء مهارات جديدة وتحقيق التقدم.

  1. إلهام الآخرين:

الشخص ذو السلوك الإيجابي يؤثر بشكل إيجابي فيمن حوله، مما يخلق بيئة ملهمة وداعمة.

  1. تعزيز المرونة:

التفكير الإيجابي والسلوك البنّاء يساعدان على تقبل الفشل والتعلم منه بدلاً من الاستسلام.

الأبحاث تشير إلى أن التفكير الإيجابي يقلل من خطر الإصابة بالأمراض المزمنة ويعزز جهاز المناعة.

 

صفات الشخص المبادر

يتمتع الشخص المبادر بمجموعة من الصفات التي تجعله قادراً على اتخاذ الخطوة الأولى وتحقيق التغيير. من أبرز هذه الصفات:

  1. الثقة بالنفس: يمتلك الشخص المبادر قناعة بقدراته ومهاراته، مما يجعله يثق في قراراته وأفعاله.
  2. التحفيز الذاتي: يعتمد على نفسه في تحفيز ذاته لتحقيق أهدافه دون الحاجة إلى دافع خارجي.
  3. الإيجابية: يرى الفرص في التحديات بدلاً من التركيز على العقبات.
  4. الإبداع: لديه القدرة على التفكير خارج الصندوق وتقديم حلول مبتكرة للمشكلات.
  5. المرونة: يتكيف بسهولة مع الظروف الجديدة ويجد طرقاً للاستفادة منها.
  6. الاستباقية: لا ينتظر الأحداث أن تحدث، بل يبادر باتخاذ الإجراءات اللازمة قبل فوات الأوان.
  7. تحمل المسؤولية: يدرك أن أفعاله تؤثر على النتائج، ويتحمل المسؤولية عن قراراته.
  8. الشجاعة: لا يخشى المخاطرة المحسوبة ويكون مستعداً لتحمل النتائج.
  9. القيادية: يتمتع بمهارات قيادية تمكنه من تحفيز الآخرين ودفعهم نحو تحقيق الأهداف.

 

أهمية العمل المجتمعي

  1. تعزيز التضامن الاجتماعي:

يساهم العمل المجتمعي في بناء علاقات قوية بين أفراد المجتمع، ويعزز الشعور بالانتماء والتكافل بينهم.

  1. تحسين جودة الحياة:

يعمل على تحسين الظروف المعيشية والخدمات العامة من خلال مشاريع تعاونية مثل بناء المدارس، تنظيف الشوارع، أو تقديم الدعم للفئات المحتاجة.

  1. تمكين الأفراد:

يتيح للناس المشاركة الفعالة في اتخاذ القرارات وحل المشكلات التي تواجه مجتمعهم، مما يعزز شعورهم بالمسؤولية والثقة بالنفس.

  1. تعزيز القيم الإيجابية:

ينشر قيم التعاون، الاحترام المتبادل، والالتزام بخدمة الآخرين، مما يخلق بيئة إيجابية تساعد على تقليل النزاعات والتوترات.

  1. زيادة الوعي الاجتماعي:

يساهم في تثقيف المجتمع حول القضايا المهمة مثل البيئة، الصحة، والتعليم، مما يشجع على تبني السلوكيات الإيجابية.

  1. تحفيز التنمية المستدامة:

من خلال استغلال الموارد المتاحة بشكل أفضل وتحفيز الابتكار في حل التحديات المحلية، يساهم العمل المجتمعي في تحقيق تنمية شاملة ومستدامة.

0 التعليقات:

أضف تعليقك