لا يشبه رمضان في الكويت أي مكان آخر في العالم. إنه شهر يحمل في طياته طابعًا مميزًا يعكس قيم العطاء، والتلاحم الاجتماعي، والروحانية العميقة التي تميز هذا البلد الكريم.
رمضان في الكويت غير.. ففي شهر رمضان يفتح الحاكم أبوابه أمام المواطنين، حيث يتجلى التلاحم في أبهى صوره عند استقبال الحاكم لأفراد الأسرة الحاكمة والمواطنين على حد سواء، حيث تتجسد صورة رائعة للوحدة الوطنية، فلا حواجز بين الحاكم والمحكوم في هذا التجمع السنوي الفريد.
رمضان في الكويت غير..ففي هذا الشهر الفضيل، تفتح الدواوين العائلية أبوابها من بعد صلاة العشاء ، حيث يجتمع أهل الكويت في زيارات أخوية طابعها تعزيز العلاقات وتوثيق أواصر الأخوة والجيرة، في تقليد اجتماعي يعكس روح المجتمع الكويتي المتماسك، كما ويتخلل هذه اللقاءات اليومية "غبقات رمضانية" تعزز من روح الأخوة والعلاقات الاجتماعية المتأصلة في هذا الشعب الكريم.
رمضان في الكويت غير.. فهذا شهر العطاء بلا حدود، حيث تتصدر الكويت المشهد الخيري عربيًا وإسلاميًا وعالمياً، وتشير الإحصاءات إلى أن حجم التبرعات في هذا الشهر المبارك يتجاوز 50 مليون دينار، في تأكيد على مكانة الكويت الرائدة في العمل الإنساني فلا تكاد تجد بلداً إسلامياً إلا وتجد (موائد الافطار الكويتية) موجودة.
من أبرز ما يميز الكويت في رمضان انتشار الموائد الرمضانية في جميع المساجد، إلى جانب موائد الإفطار التي تمتد إلى الأسواق والتجمعات العمالية، في صورة تعكس روح التكافل والتراحم.، فلا أحد يجوع في الكويت، وهناك أكثر من 2000 مائدة للطعام في مختلف المساجد والتجمعات.
ولا تتوقف مظاهر الخير عند الموائد الرمضانية، فمبادرة ثلاجات الطعام وبرادات المياه السبيل المنتشرة في كل شارع ومسجد مجاناً في مختلف المناطق السكنية أصبحت نموذجًا يحتذى به، إذ تهدف إلى حفظ الطعام وصون كرامة المحتاجين، بعيدًا عن الحاجة لطلب المساعدة.
ولا تكتمل روحانية رمضان دون المساجد العامرة بالمصلين، إذ تزدحم بآلاف المصلين من مختلف الجنسيات لأداء صلاة التراويح والتهجد، و التي انطلقت من الكويت إلى العديد من دول العالم العربي والإسلامي، لتصبح جزءًا من التقاليد الرمضانية التي تبث عبر القنوات الفضائية.
كذلك (النقصات الرمضانية) وتعني الشيء الذي ينقص أي ينقصه الشخص من طعامه والتي يتبادلها الأهل والجيران والاصدقاء في بداية الشهر الكريم والتي تطورت عاماً بعد عام من صنف من الطعام إلى أصناف من الهدايا والعطور والحلويات والبخور وأصبحت تقليداً إجتماعياً بل وحتى الشركات والبنوك بدأت في متابعة هذا التقليد الاجتماعي المميز.
لقد شهدت أجواء رمضان في العديد من العواصم العربية والغربية، لكن رمضان في الكويت له نكهة مختلفة، نكهة يصعب وصفها بالكلمات.. نكهة تجعلني أقول بكل يقين.."رمضان في الكويت غير".
(والله لايغير علينا) ويحفظ لنا كويتنا وقيادتنا.
دمتم بود،،،
0 التعليقات:
أضف تعليقك