محمد سعود العصيمي الرئيس التنفيذي لشركة بورصة الكويت.. شخصية هادئة ورزينة، عمل بجد وإخلاص من أجل وضع بورصة الكويت في مصاف البورصات الإقليمية والعالمية المتقدمة، متسلحاً برؤية استراتيجية قوامها التشريعات القانونية والخدمات الإلكترونية المبتكرة، والكفاءات الوطنية المؤهلة.
يتمتع العصيمي بخبرات طويلة ومتراكمة اكتسبها من خلال مسيرته المهنية المتميزة في السوق الكويتي والتي امتدت لأكثر من 20 عاماً، ما مكنه من إدارة دفة شركة البورصة بكفاءة واقتدار، بالتعاون مع فريق محلي مؤهل من أصحاب الخبرات والكفاءات، كما أنه قام بفتح باب التطوير وجذب مستثمرين جدد ما يسهم في تحقيق الأرباح وتعزيز حقوق المساهمين.
التحق العصيمي بالعمل في شركة بورصة الكويت في ديسمبر 2015 كرئيس لقطاع الأسواق، ثم ترقّى إلى منصب الرئيس التنفيذي بالتكليف في أبريل 2019، وذلك قبل أن يتم تسميته كرئيس تنفيذي للشركة في 20 أكتوبر 2019، ومنذ ذلك الحين بدأ العصيمي بالسعي نحو تحويل شركة البورصة إلى عنوان للنجاح والشفافية بنفس شخصيته الهادئة ورؤيته الثاقبة وفكره الاستراتيجي القائم على الإبداع والابتكار والنجاح وفق أجندة متميزة مليئة بالعمل والإنجاز والبحث عن الجديد من أجل المحافظة على المقدمة.
أهداف وطموحات
بكل جد ومثابرة، سعى العصيمي منذ توليه مسؤولياته إلى البورصة الكويتية إلى بورصة أوراق مالية رائدة وبارزة في منطقة الشرق الأوسط، كما سعى في ذات الوقت على وضع تصنيف السوق على سلم تصنيفات المؤسسات المالية العالمية والمرموقة، لتعزز مكانتها كرائد إقليمي بين البورصات، ولتستمر في مسيرتها المكلّلة بسلسلة من الإنجازات تعزز الاقتصاد الكويتي، والمشاركة في رفع معدلات التنمية الاقتصادية.. ولذا كانت توجيهاته دائماً تقوم على ضرورة الالتزام بالمهنية والشفافية والصدق والأمانة في العمل بالشركة.
المصداقية والشفافية
لعب العصيمي دوراً كبيراً في أن تحقق شركة بورصة الكويت الثقة المبنية على المصداقية والشفافية، وخلق سوق مالية مرنة تتمتع بالسيولة، ومنصة تداول متقدمة، بالإضافة إلى تطوير مجموعة شاملة من الإصلاحات والتحسينات التي جعلتها ترتقي إلى أعلى المستويات الإقليمية والدولية، بالإضافة إلى أن يكون للشركة دور محوري في تطوير وتهيئة سوق المال لجذب المستثمرين المحليين والأجانب من خلال مجموعة واسعة من المنتجات والخدمات الجديدة والبنية التحتية المتقدمة، إضافة إلى مبادرات إصلاح السوق، في إطار الخطط الهادفة لتطوير سوق المال الكويتي على مراحل عدة.
خصخصة الشركة
وفي 2019 قاد العصيمي أكبر عملية تحول شهدتها بورصة الكويت، وذلك من خلال عملية خصخصة الشركة التي تحولت بعدها لتصبح أول جهة حكومية في الدولة تنجح في اجتياز هذه العملية، مما أدى إلى تحقيق مستويات كفاءة أعلى، ليأتي إدراج الشركة ذاتياً بالسوق في سبتمبر 2020.
وبعد هذه العملية، قام محمد العصيمي بتصنيف سوق المال الكويتية كسوق ناشئة ضمن مزودي المؤشرات الرائدين في العالم، وذلك بفضل تطورها الكبير في السنوات الماضية، مشيراً إلى أن البورصة تعمل حالياً بالتعاون مع هيئة أسواق المال والشركة الكويتية للمقاصة على العديد من المنتجات والخدمات لتحسين السيولة والشفافية، حيث شملت تلك الخدمات (المقاصة وصناع السوق والإقراض والتداول بالهامش، بالإضافة إلى البيع على المكشوف والإقراض الآمن والاقتراض)، كما تم طرح حقوق إصدار قابلة للتداول وصناديق ائتمان للاستثمار العقاري وعروض المناقصات.
جذب الأموال الاجنبية
ولم تتوقف طموحات العصيمي عند ذلك الحد فحسب، وإنما واصل سعيه نحو محاولة جذب رؤوس الأموال الإجنبية إلى بورصة الكويت، فقام بتنظيم أيام لعرض الشركات في الخارج وجولات ترويجية لبعض الشركات المدرجة وفرص الاستثمار في القطاع المالي، مما يجعل هذه الشركات على اتصال ببعض الشركات الاستثمارية والمؤسسات المالية الرائدة في العالم.
ومن أجل تحقيق حلمه بأن تكون بورصة الكويت في المقدمة يقود العصيمي عملية تسليط الضوء على أكبر قدر من الشركات المدرجة والفرص الاستثمارية المتاحة في سوق المال الكويتية من خلال لقاءات واجتماعات مباشرة مع كبرى شركات الاستثمار العالمية في الأيام المؤسسية والجولات الترويجية وذلك منذ العام 2017، وذلك لاستعراض الفرص الاستثمارية الفريدة المتاحة في الكويت، مع توفير أعلى معايير الشفافية، والحرص على تبادل آراء المشاركين في السوق، بما في ذلك المستثمرين المحليين والأجانب، ومساهمتهم في تشكيل سوق المال الكويتية.
ويتطلع العصيمي إلى المستقبل القريب، والذي سيشهد المزيد من العمل والتطوير لسوق المال الكويتية، مشدداً في ذات الوقت على أن البورصة ملتزمة بتطوير السوق حسب المعايير والممارسات المتبعة دولياً، بالإضافة إلى سعى بورصة الكويت إلى طرح المزيد من المنتجات والخدمات، وتحقيق أهدافها الرئيسية المتمثلة في إنشاء قاعدة جذابة للمصدرين، وزيادة عمق ونطاق المنتجات، وتوسيع قاعدة المستثمرين لديها، ورفع مستوى البنية التحتية وبيئة الأعمال لتواكب المعايير الدولية.
النمو والابتكار
ويرى العصيمي أن بورصة الكويت تواصل شق طريقها نحو عملية متطورة لدفع المشاركة والنمو والابتكار في سوق المال الكويتية وتحويلها إلى وجهة استثمارية دولية جذابة للمستثمرين، الأمر الذي مكنها من الفوز بالعديد من الجوائز تقديراً لجهودها في تطوير سوق رأسمال أكثر شفافية وكفاءة، حيث تسلط الجوائز الضوء على مساهمات الشركة البارزة في سوق المال الكويتية، والأداء الملحوظ لإدارة علاقات المستثمرين، وغرس ثقافة التعلم، إضافة إلى المساهمات البارزة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، حيث حصلت بورصة الكويت على جائزة أفضل بورصة مستدامة لعام 2021 في منطقة الشرق الأوسط وشمالي أفريقيا من مجلة Pan Finance، وجائزة مجلة Global Business Outlook عن مساهمتها البارزة في تطوير سوق المال في عام 2021، وجائزة أفضل شركة لعلاقات المستثمرين من قبل Global Banking & Finance Review، وجائزة أفضل بيئة ثقافية للتعلم للشركات دون 500 موظف في منطقة الشرق الأوسط 2021 من LinkedIn، كما تم اختيار تقرير بورصة الكويت السنوي لعام 2020 كثاني أفضل تقرير سنوي في فئة الطباعة للشركات الصغيرة في الشرق الأوسط من قبل جمعية علاقات المستثمرين في الشرق الأوسط (MEIRA).
ويؤمن العصيمي بأهمية تبني الابتكار والتقنيات الجديدة، خاصةً في بيئة الأعمال المتسارعة التي نشهدها اليوم. وينطبق هذا بشكل خاص على القطاع المالي، حيث تعمل التكنولوجيا المالية على تغيير نماذج الأعمال التقليدية وخلق فرص جديدة للنمو ودفع الابتكار والمساعدة في تشكيل مستقبل القطاع المالي في الكويت، مشدداً على ضرورة التركيز على تطوير رأس المال البشري، فخير استثمار هو الاستثمار في المعرفة. كما نحتاج إلى كوادر تتمتع بمهاراتٍ تأسيسية متينة تلتزم التعلم والتطور المهني.
تحديات مستقبلية
وعلى الرغم من كل النجاحات التي حققها العصيمي خلال مسيرته وحتى يومنا هذا، إلا أنه مازال يرى أن الطريق ما زال طويلاً، فهناك المزيد من التحديات المستقبلية التي يجب مواجهتها والتي من بينها تقلبات أسواق المال والضغط المستمر لتنويع الاقتصاد الوطني، وهي أمور يمكن التغلب عليها عن طريق الالتزام بالابتكار وتطوير رأس المال البشري.
ويرى العصيمي أن البورصة الكويتية نجحت في السابق بالتعامل مع المشهد المالي المضطرب لعام 2023 بفضل متانة نموذج أعمالها، ما أدى إلى تعزيز مكانتها كإحدى أبرز البورصات في المنطقة، وأسهم في ترسيخ مكانة سوق المال الكويتية كوجهة جاذبة للمستثمرين من مختلف أنحاء العالم، حيث حرصت البورصة على التأقلم مع المتغيرات والتحديات عبر مواءمة خدماتها وخدمات شركائها مع أفضل الممارسات العالمية وتلبية متطلبات المستثمرين ودعم تطوير البنية التحتية لمنظومة السوق، لتنجح في غرس الثقة وسط قاعدة مصدريها ومستثمريها وجميع أصحاب المصالح.
مبادئ الحوكمة
كانت بورصة الكويت من أوائل البورصات التي تبنت مبادئ الحوكمة البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات، ويحرص المشاركون في السوق على دمج هذه المبادئ في عملياتهم اليومية، ومن أجل مساعدة الشركات المدرجة في تبنيها للمعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة، نشرت بورصة الكويت دليلاً محدثاً للإفصاح عن الحوكمة البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات، والذي حظي بردود فعل إيجابية، إلى جانب إدراج الشركات الكويتية في المؤشرات العالمية مثل مؤشري FTSE وداو جونز للأسواق الناشئة وكذلك مؤشر MSCI للأسواق الناشئة، فقد أضيفت بعض الشركات إلى المؤشرات البيئية والاجتماعية والحوكمة التابعة لهذه المؤسسات أيضاً.
محمد سعود العصيمي في سطور
- حصل على درجة بكالوريوس العلوم في الهندسة الميكانيكية من جامعة جانون بالولايات المتحدة الأميركية عام 1996.
- حاصل على درجة الماجستير في الإدارة العامة من جامعة كارنيجي ميلون بالولايات المتحدة الأميركية عام 1999.
- خبرة تزيد عن 19 عاماً تقلد خلالها العديد من المناصب التنفيذية في شركات رائدة معروفة في مجال الاستثمار والتمويل مثل شركة المركز المالي، وشركة مينا العقارية، وشركة ثروة للاستثمار.
- عضو مجلس إدارة شركة بورصة الكويت منذ التأسيس.
- في ديسمبر 2015 تولى منصب رئيس قطاع الأسواق في بورصة الكويت.
- تم تكليفه بمنصب الرئيس التنفيذي للبورصة في إبريل 2019.
- تم تثبيته كرئيس تنفيذي لشركة البورصة في أكتوبر 2019.
العصيمي ضمن 100 أقوى رئيس تنفيذي بالشرق الاوسط
اختارت مجلة فوربس الشرق الأوسط عام 2022 محمد العصيمي ضمن قائمة أقوى 100 رئيس تنفيذي بالشرق الأوسط محتلاً المركز السادس على مستوى الكويت و96 على مستوى الشرق الأوسط، كما احتل المرتبة الخامسة محلياً والـ 96 على مستوى الشرق الأوسط ضمن قائمة «فوربس» لأقوى الرؤساء التنفيذيين لعام 2024 .
0 التعليقات:
أضف تعليقك