أعمال الخير جعلت الكويت قبلة للمحتاجين والفقراء حول العالم
غادة المسلم أم مبارك أم الخير .. أيقونة العمل الخيري
- كانت في حياتها وبعد مماتها قصة تروى للأجيال.
- وسمية المسلم: أختي نور مقتبس للمشاريع النافعة والمفيدة ومشاعل النور للبؤساء والضعفاء.
- ابنها عبدالرحمن: كانت تستعد للموت في كل لحظة ولا أزكيها على الله.
تسطر الكويت بمؤسساتها الخيرية الحكومية والأهلية بأحرف من نور تاريخاً ناصعاً في دعم العمل الخيري والإنساني لتحتل موقع الريادة في خريطة العمل الإنساني، حيث تستحق الكويت وبجدارة أن تكون مركزاً للعمل الإنساني على مستوى العالم بفضل توجيهات القيادة السياسية التي كان لها الدور الأكبر في تطوير العمل الخيري والإنساني ومد يد العون والإغاثة للشعوب المحتاجة في مختلف أنحاء العالم من دون تمييز أو تفرقة.
"بلد أمن وأمان ورخاء واستقرار.. ربي ما يغير علينا إلا للأفضل.. نحب الخير للغير مثل ما نحب لأنفسنا.. احنا اللي محتاجين غيرنا.. محتاجين دعوة.. محتاجين الناس تقول سر الكويت هو عمل الخير.. خلونا نتكاتف ونقدم الخير".
هذه هي الكلمات التي كانت ترددها دائماً غادة المسلم، المعروفة بـ "أم مبارك" و"أم الخير"، استحقت لقب ناشطة كويتية في مجال العمل الخيري والإنساني، لاسيما وأنها اشتهرت بتفانيها في مساعدة الفقراء والمحتاجين، حيث كرست حياتها لخدمة الآخرين وسعت جاهدة لتقديم الدعم والمساندة للمجتمع.
تميزت غادة المسلم بسخائها وكرمها، وكانت تعتبر العطاء والعمل الخيري جزءاً أساسياً من حياتها اليومية...عرفت بحبها للخير وعملها الدؤوب في مساعدة المحتاجين، مما جعلها قدوة للكثيرين في المجتمع الكويتي، فمن هي غادة المسلم؟ ولماذا استحقت أن تكون من بين الشخصيات الأكثر أداء وأكثر تميزاً في 2024؟
تُعد غادة المسلم (رحمها الله) مثالًا يُحتذى به في العمل الخيري والإنساني، وستظل ذكراها حية في قلوب من استفادوا من عطائها ومن تأثروا بمسيرتها المليئة بالخير والمحبة، حيث كانت من ضمن المتطوعات مع جمعية السلام للأعمال الخيرية والإنسانية، وساهمت في دعم الكثير من الحملات الإغاثية للمحتاجين حول العالم.
أصبحت غادة المسلم من أشهر صناع المحتوى في مجال الطبخ، ثم اشتهرت بتقديمها لبرنامج على إحدى القنوات، بـ الشيف أم مبارك التي تقدم فيه العديد من الوجبات لمتابعيها.
ولم تشتهر فقط الشيف غادة مسلم في مجال الطبخ، بل زادت مشاريع العمل الإنساني لها؛ وكانت تحرص على جمع التبرعات من خلال الجمعيات الخيرية، التي ساهمت في إيصال مساعدات كبيرة إلى عدة دول.
وتكفلت الراحلة غادة المسلم في دعم المشروعات الصغيرة لمواطنيها أو مقيمين في الكويت بطرق مختلفة، ما دفع كثيراً من متابعيها للإعجاب بهذا المحتوى الإنساني الذي تقدمت فيه أم مبارك بجدارة لمساعدة المواطنين.
أيقونة الخير والعطاء
يقول عنها ابنها عبد الرحمن النومس بعد وفاتها بكل المعاني المشغولة بأحزان الفقد، وألم فراق الأعز،.. رحلت صديقتي ومستشارتي.. رحلت ظهري وسندي.. رحلت الغطاء والأمان.. رحلت الملهمة النفسية.. رحلت أيقونة الخير والعطاء.
أُم مبارك كانت لي وطناً ورمزاً.. كانت مسباراً فلم يضل معها دربي رغم قسوة الحياة وتداخل الطرق وتفرعها.. كانت الحكيمة التي رسخت قناعاتي وقناعة كل من عرفها بجدوى المتاجرة مع الله، أُم مبارك كانت أمة لم تغلبها الدنيا حتى في مرضها.
قبل أن ترحل عاشت حياتها في خدمة الفقراء والمساكين وخدمة كل من حولها بكل طاقاتها وإمكاناتها، فتجددها في العطاء وسخاؤها مع المحتاجين جعل منها ظاهرة فريدة وعظيمة في حياتها ووفاتها، تستمد قوتها من رحلة كفاح طويلة وعمل في الخير والعطاء ظلت خلالهما سنداً وعوناً للبسطاء بشهادة القريب والبعيد.
رحلت بعد أن باتت وطناً للخير والعطاء بإنسانية فريدة، فحبها للخير والعطاء كان المحرك الدائم لأفكارها وقراراتها في الحياة..
ويواصل: عندما كنت أمازحها بالقول «خففي إنفاقك على الفقراء ولو قليلاً تحسّباً للدنيا وغدرها» كانت تقابلني بجدية "ومن قال لك إنني لست حريصة على تعظيم ثروتي والتخلص من كل مصروف غير مدر، فما أقرضه لله في الدنيا يضخم رصيدي في الآخرة".
كانت لديها عادة تميزها وهي أنها كانت تستعد للموت في كل لحظة فقبل أن تغمض عينيها في كل ليلة كانت تجمع ضميرها وقلبها وعقلها وتسترجع معهم شريط يومها بأسئلة متكررة وأجوبة لا تعرف المجاملة «هل ساعدت اليوم أحداً...؟ ماذا قدمت باختصار؟ ما بصمتك اليوم؟».
رحلت التي كانت في حياتها وبعد مماتها قصة تحكى للأجيال..
رحلت الطاهرة يوم عرفة أقدس أيام السنة، ولا أزكيها على الله كأنه سبحانه كرمها بأن يكون يوم رحيلها يوم ينزل تعالى الى السماء الدنيا.
أختها وسمية المسلم
وتقول أختها وسمية المسلم: أرثــي أختي الغالية غادة، أم السخاء والعطاء والجهد والخير، لقد جاء خبر انتقالك إلى جوار ربك ليفجعنا هذا الخطب الفادح، والمصاب الجسيم الذي أثر على نفوسنا ألماً وحسرة، وفاضت محاجر عيوننا دموعاً ووجداً ولهفاً، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا، فلكل أجل كتاب، وهذه إرادة الله، وإذا حل القضاء بقدر الله وأمر الله لا يقابل إلا بالرضا والصبر، ومآثر أختنا الغالية الراحلة، رحمها الله، وسجاياها وخصالها الحميدة كثيرة، فكانت طيبة المعشر وواصلة مع أهلها وأقاربها وأحبابها ومعارفها وتبذل الجهد في سبيل إسعادهم.
ذكــراها الطــيبة ذائعة الصيت كرائـحــة المسك بنفحاتها وعبيرها الفواح الجميل وشغفها بحب الخير والعطاء، وأعمالها الخيرة كالدرر الوضاءة، وما من أحد من المعوزين والمحتاجين والبؤساء والضعفاء ومن نزلت بهم خطوب الزمن وصروف الدهر وعثرات الحياة وكوارثها إلا فاز منها بمساعدة وشرحت صدره بإنجاز، فهي ذخر للبؤساء والمعوزين ومواساتها لهم والعطف عليهم بما في وسعها من قول أو فعل حتى كثرت الألسنة بالثناء الجزيل والمدح لمكارمها. وشمائل الفقيدة كثيرة جداً من العطف والحنان، حيث نثرت البهجة والفرحة في نفوس الأيتام والضعفاء والبؤساء أو المعوزين، ولا يوجد مشروع نافع ومفيد إلا ترى غادة في صف المتقدمين والمبادرين إليه والأخذ بعضده والمسندين ظهره بالقول والمال والجهد، فهي نور مقتبس للمشاريع النافعة والمفيدة ومشاعل النور للبؤساء والضعفاء، وغيرتها على كل مشروع نافع ومفيد للمحتاجين والبؤساء مبنية على غيرتها الدينية، ومبدؤها بعمل الخير وحب العلم والأدب والأخلاق. ويحفظ للمرحومة أختي غادة الذكر الجميل، وهي ملجأ تفيء ظلاله من وهج النوائب والعراقيل.
قمة التواضع
اشتهرت غادة المسلم بطيبتها وتواضعها الجمّ، حيث كانت تقوم بالطبخ وتقديم الطعام للأهل والأصدقاء من جهة، وللمعوزين والمحتاجين من الجهة الأخرى، حيث نجحت من خلال عملها هذا بتمثيل المجتمع الكويتي والمرأة الكويتية أفضل تمثيل من خلال محتوى اجتماعي مفيد ونظيف عبر موقعها من خلال "سناب شات"، أو من خلال عملها الخيري في جمعية السلام للأعمال الإنسانية والخيرية، كما أنها كانت ترافق حملات الإغاثة لدعم المحتاجين خارج الكويت، فيما قادت حملات عديدة نجحت خلالها بجمع تبرعات للمحتاجين حول العالم.
ذكرى طيبة
تركت المرحومة طيب ذكراها وأثرها العظيم في نفوس من تعثروا في حياتهم من رزايا الزمن كمداً وحزناً ونثرت في نفوسهم البهجة والفرحة والحبور، سيحفظ التاريخ جميل صنعك بأياديك البيضاء وإخلاصك في حبك لعمل الخير والعطاء والنفع العام وإخلاصك في وطنيتك وفي أعمالك الخيرية، وخلدت بأعمالك أثراً نفيساً خالداً بحسن أفعالك وجميل خصالك النبيلة.
أدعو الله عز وجل أن يجعل قبرك روضة من رياض الجنة، وأن ينزلك الفردوس الأعلى من الجنة، وفي جنته ونعيمه.
بصمات غادة المسلم في المطبخ الكويتي
تركت غادة المسلم، بصمة كبيرة في مجال الطبخ والمطبخ الكويتي من خلال تقديم وصفات مبتكرة وأصيلة تجسد التراث الغذائي الكويتي وتراعي في الوقت ذاته التطورات الحديثة في عالم الطهي. فيما يلي أهم مساهماتها:
- الحفاظ على التراث الكويتي في الطبخ
- قدمت غادة المسلم وصفات أصيلة للأطباق الكويتية التقليدية، مثل المجبوس، المرقوق، والهريس، مع شرح تفصيلي لطريقة التحضير.
- عملت على توثيق الوصفات الشعبية التي كانت تنتقل شفهيًا بين الأجيال، ما ساهم في حفظ المطبخ الكويتي من الاندثار.
- الابتكار في المطبخ الكويتي
- أضافت لمسات عصرية للأطباق التقليدية، مما جذب الأجيال الشابة للمطبخ الكويتي.
- ساهمت في دمج النكهات الكويتية مع مطابخ عالمية، مثل إعداد أطباق تمزج بين التوابل الكويتية والمأكولات الإيطالية أو الهندية.
- التعليم ونشر ثقافة الطبخ
- استخدمت منصات التواصل الاجتماعي لمشاركة وصفاتها مع جمهور واسع داخل الكويت وخارجها.
- قدمت نصائح عملية لتبسيط طرق الطهي، ما جعل المطبخ الكويتي أكثر سهولة للمبتدئين.
- دعم السيدات وتشجيع العمل المنزلي
- شجعت العديد من السيدات على دخول عالم الطهي كمصدر دخل من خلال تقديم نصائح لتحسين جودة الأطعمة المنزلية وتسويقها.
- نظمت دورات تعليمية للسيدات لتمكينهن من تطوير مهاراتهن في الطبخ وإدارة مشاريع غذائية.
- المساهمة في العمل الخيري عبر الطبخ
- أقامت فعاليات طهي لجمع التبرعات ودعم الأسر المحتاجة، حيث قدمت أطباقاً من إعدادها في العديد من المناسبات الخيرية.
- ساهمت في توفير وجبات للمحتاجين خلال المناسبات الدينية، مثل رمضان.
- نشر المطبخ الكويتي عالمياً
- عبر قنواتها على الإنترنت وظهورها في فعاليات الطهي الدولية، قدمت الأطباق الكويتية لجمهور عالمي، مما ساهم في التعريف بثقافة الكويت الغذائية.
- غادة المسلم استطاعت أن تجمع بين حبها للمطبخ الكويتي وشغفها بالابتكار والعمل الخيري، مما جعلها قدوة للعديد من الطهاة والناشطين.
0 التعليقات:
أضف تعليقك