• رئيس التحرير: ماجد التركيت
الأحد 09/مارس/2025
عبد الرحمن المحيلان.. رائد زراعة الفطر في الكويت وتطوير الزراعة العلمية

عبد الرحمن المحيلان.. رائد زراعة الفطر في الكويت وتطوير الزراعة العلمية

يعد عبد الرحمن المحيلان إحدى الشخصيات البارزة التي حققت إنجازات كبيرة في مجال الزراعة في الكويت، وخاصة فيما يتعلق بزراعة الفطر، وذلك كله بفضل رؤيته الطموحة، ومثابرته، ودعمه للابتكار العلمي.

وقد استطاع المحيلان أن يُحدث نقلة نوعية في هذا القطاع، على الرغم من التحديات البيئية والاقتصادية التي تواجه الزراعة ليس على مستوى دولة الكويت فحسب، وإنما على مستوى منطقة الخليج العربي.

 

البداية والطموح

بدأ عبد الرحمن المحيلان مشواره في مجال الزراعة عندما أدرك الحاجة إلى تنويع مصادر الغذاء في الكويت وتقليل الاعتماد على الواردات الغذائية، وكان تركيزه منصباً آنذاك على إيجاد حلول زراعية تتناسب مع بيئة الكويت القاحلة، ليجد فيما بعد أن زراعة الفطر، باعتباره منتجاً غذائياً عالي القيمة الغذائية وقليل التكلفة، يمكن أن يحقق نجاحاً كبيراً.

 

إدخال زراعة الفطر إلى الكويت

 

كانت زراعة الفطر شبه معدومة في الكويت عند بدء مشروعه، حيث كانت الكويت تعتمد على استيراد الفطر من الخارج، وذلك قبل أن يبدأ المحيلان بإجراء أبحاث مكثفة على أفضل طرق زراعة الفطر في بيئات غير ملائمة، مثل البيئة الصحراوية، مستفيداً في الوقت نفسه من الخبرات العالمية عبر التواصل مع خبراء دوليين وزيارة مزارع الفطر في أوروبا وآسيا.

 

وبعد محاولات وتجارب عديدة استمرت لعدة سنوات، تمكن المحيلان من تطوير تقنيات زراعة الفطر في الكويت من خلال استخدام أساليب حديثة، منها:

 

1- الزراعة داخل البيوت المحمية: لضمان السيطرة على درجات الحرارة والرطوبة التي يحتاجها الفطر للنمو.

2- إعادة تدوير المخلفات العضوية: حيث ابتكر نظاماً يستفيد من المخلفات الزراعية مثل القش ونشارة الخشب كمواد أولية لتغذية الفطر.

3- استخدام التكنولوجيا: مثل أنظمة التحكم الأوتوماتيكية في المناخ داخل المزارع.

 

وبفضل جهوده الدؤوبة وحبه لهذا العمل ومثابرته فيه، نجح عبد الرحمن المحيلان في تأسيس مزارع متخصصة في إنتاج الفطر محلياً، مما أدى إلى تقليل الاعتماد على الاستيراد، بحيث أصبح الفطر المنتج محلياً ينافس المنتجات المستوردة من حيث الجودة والتكلفة.

 

ولعل ذلك الأمر كان بمثابة داعم الاقتصاد المحلي، حيث نجح المحيلان من خلاله بخلق فرص عمل جديدة للشباب الكويتي في مجال زراعة الفطر، كما نجح بتعزيز الوعي الغذائي والمساهمة في نشر ثقافة تناول الفطر كجزء من النظام الغذائي الصحي في الكويت، ناهيك عن نجاحه في تطوير الزراعة العلمية، خاصة بعد أن بات يُنظر إلى مشروعه كنموذج يُحتذى به لتطوير قطاعات زراعية أخرى باستخدام منهجيات علمية وتقنيات مبتكرة.

 

تحديات ونجاحات

بطبيعة الحال لم يكن طريق المحيلان مفروشاً بالورود، إذ أنه واجه العديد من التحديات التي كان من أبرزها شُحّ الموارد المائية وارتفاع درجات الحرارة في الكويت، لكنّه استطاع التغلّب عليها عبر حلول مبتكرة مثل الزراعة المائية وتقنيات التبريد الحديثة، وبالإضافة إلى ذلك واجه تحديات اجتماعية تتعلق بضعف الإقبال الأولي على الفطر كمنتج محلي، ولكنه تمكن من كسب ثقة المستهلكين من خلال توفير منتج عالي الجودة بأسعار تنافسية.

 

الرؤية المستقبلية

ولم يتوقف طموح عبد الرحمن المحيلان عند زراعة الفطر فحسب، بل إنه ما زال يسعى إلى توسيع نطاق الزراعة المستدامة في الكويت، كما أنه يسعى في ذات الوقت إلى محاولة إدخال أنواع جديدة من الزراعات التي تعتمد على أسس علمية تراعي البيئة المحلية، كما يطمح إلى تصدير المعرفة والتقنيات التي طورها إلى الدول المجاورة.

رمز للإبداع والاستدامة

ما ذكرناه سابقاً يدفعنا إلى القول أن عبد الرحمن المحيلان هو نموذج للريادي الذي استطاع تحويل التحديات إلى فرص، وساهم في تطوير الزراعة في الكويت بأسلوب علمي ومستدام، كما إن إنجازاته في زراعة الفطر ليست مجرد نجاح اقتصادي، بل هي دليل على إمكانية تحقيق الاكتفاء الذاتي الغذائي حتى في أصعب الظروف البيئية.

 

كذلك يمكننا القول أن عبدالرحمن المحيلان ليس مجرد رائد في زراعة الفطر، بل هو رمز للإبداع والاستدامة في مجال الزراعة في الكويت، حيث تمثل إنجازاته حلقة وصل بين الابتكار والتقاليد الزراعية، مما يجعل مشروعه ليس مجرد نجاح محلي، بل نقطة انطلاق نحو مستقبل أكثر استدامة في المنطقة.

 

وفيما يلي مجموعة مفصلة من التفاصيل التقنية لمشروع زراعة الفطر الذي ابتكره عبد الرحمن المحيلان:

 

  1. أنواع الفطر المزروعة:

بدأ المحيلان بزراعة أنواع شائعة مثل الفطر الأبيض (Button Mushroom) وفطر المحار (Oyster Mushroom)، حيث تتميز هذه الأنواع بسهولة زراعتها والقيمة الغذائية العالية. لاحقًا، أدخل أنواعاً أخرى مثل فطر الشيتاكي  (Shiitake)، الذي يُستخدم في الأطباق الفاخرة.

  1. الدورة الإنتاجية:
  • الفطر ينمو سريعاً مقارنة بالمحاصيل التقليدية، حيث تستغرق دورته الإنتاجية حوالي 4-6 أسابيع.
  • المحيلان استغل هذه الميزة لتوفير منتجات طازجة باستمرار للأسواق المحلية.
  1. الاستدامة البيئية:
  • المشروع يركز على الاستدامة، حيث يتم استخدام المخلفات الزراعية كمادة أساسية للنمو.
  • يتم إعادة استخدام المياه بفضل أنظمة الزراعة المائية التي تقلل من استهلاك الماء بنسبة تصل إلى 70% مقارنة بالزراعة التقليدية.

 

أهمية المشروع للكويت

  1. تعزيز الأمن الغذائي:

تعتمد الكويت بشكل كبير على استيراد الغذاء، لكنها وجدت في مشروع المحيلان نموذجاً يُقلل من الفجوة الغذائية، خاصة في ظل التحديات العالمية المتعلقة بسلاسل التوريد.

  1. نشر الوعي بأهمية الزراعة المحلية:

لعب المحيلان دوراً في تغيير نظرة المجتمع الكويتي تجاه الزراعة، وذلك  من خلال إقامة ورش عمل وبرامج توعية شجع  من خلالها المزارعين الشباب على دخول هذا المجال والاستفادة من الفرص المتاحة.

  1. الاستفادة من التقنية الحديثة:

قدّم مشروع المحيلان مثالاً يُظهر كيف يمكن للزراعة أن تكون صناعة متقدمة في بيئة صحراوية، من خلال إدماج تقنيات مثل:

  • الزراعة العمودية.
  • أنظمة التحكم بالمناخ (مثل التحكم في درجات الحرارة والرطوبة).
  • الذكاء الاصطناعي لمراقبة عمليات الإنتاج.

 

أثر المشروع على المجتمع الكويتي

  1. خلق فرص عمل:

استطاع المشروع توفير فرص وظيفية متنوعة للشباب في مجالات مثل الإنتاج الزراعي، التسويق، والإدارة.

  1. تعزيز الوعي الصحي:

أدّى إدخال الفطر كمصدر غذائي محلي إلى تعزيز الوعي بأهميته كغذاء غني بالبروتينات والفيتامينات وقليل السعرات الحرارية.

  1. تشجيع ريادة الأعمال الزراعية:

كان المحيلان مصدر إلهام للعديد من الكويتيين لدخول مجال الزراعة عبر المشاريع الصغيرة والمتوسطة، مما ساهم في تنويع الاقتصاد الكويتي.

 

 

تحديات وتطلعات مستقبلية

  1. التحديات البيئية:
  • يشكل المناخ القاسي في الكويت تحدياً مستمراً، لكن المحيلان تمكن من التغلب عليه باستخدام البيوت المحمية والتقنيات الحديثة.
  • الحاجة إلى المزيد من الابتكارات لتقليل استهلاك الموارد الطبيعية، مثل المياه والطاقة.
  1. التوسع الإقليمي:
  • يسعى المحيلان إلى تصدير الفطر الكويتي إلى أسواق الخليج، مما سيعزز الاقتصاد المحلي.
  • يطمح أيضاً إلى نقل المعرفة والخبرة لدول خليجية أخرى ذات ظروف بيئية مشابهة.
  1. الاستثمار في البحث والتطوير:
  • إنشاء مراكز أبحاث متخصصة لدراسة أفضل الطرق لزراعة المحاصيل التي تناسب البيئة الصحراوية.
  • التعاون مع الجامعات المحلية والدولية لتطوير تقنيات جديدة.

 

عبد الرحمن المحيلان في الإعلام والمجتمع

  • يظهر المحيلان بشكل منتظم في البرامج التلفزيونية والفعاليات الزراعية المحلية والدولية، حيث يشارك خبراته وتجربته.
  • حصل على إشادات من المؤسسات الحكومية والخاصة على دوره الريادي في تحسين الأمن الغذائي في الكويت.
  • يعتبره الكثيرون نموذجاً يحتذى به في الريادة الاجتماعية والاقتصادية.

0 التعليقات:

أضف تعليقك