• رئيس التحرير: ماجد التركيت
الأحد 09/مارس/2025
أحمد العيدان ينطلق بنفط الكويت إلى عالم الاستكشافات البحرية

أحمد العيدان ينطلق بنفط الكويت إلى عالم الاستكشافات البحرية

سيرة ذاتية متميزة وخبرات نفطية جعلته الرئيس التنفيذي لأكبر شركات القطاع

أحمد العيدان ينطلق بنفط الكويت إلى عالم الاستكشافات البحرية

  • اكتشافات واعدة في حقل النوخذة باحتياطي يقدر بنحو 3.2 مليارات برميل من المكافئ النفطي
  • الحفاظ على معدلات حرق الغاز المصاحب لإنتاج النفط عند أقل من 0.5 في المئة ..أبرز التحديات

أحمد جابر العيدان .. اسم معروف في القطاع النفطي، نظراً لما يمتلكه من خبرات طويلة أهلته لأن يكون رئيساً تنفيذياً للشركة الأهم والأكبر في البلاد، كونها المسؤولة عن إنتاج المصدر الأول للدخل القومي.

ويمتلك العيدان سيرة ذاتية متميزة وخبرات نفطية متراكمة، جعلته واحداً من أهم القيادات النفطية ، حيث شغل عدة مناصب في القطاع النفطي الكويتي والذي تشكل مبيعات النفط فيه أكثر من 90% من إيراداته.

 تدرج العيدان في مناصب بعدة شركات نفطية تابعة لمؤسسة البترول، حيث التحق في سنوات سابقة بالشركة الكويتية للاستكشافات البترولية «كوفبيك» كما شغل منصب نائب الرئيس التنفيذي للعمليات في الشركة التي تأسست قبل 40 عاماً.

وشغل العيدان عضوية مجلس إدارة «شركة ناقلات النفط» لعدة سنوات، وهي شركة تأسست في خمسينيات القرن الماضي، وتعمل بشكل رئيسي في ملكية وإدارة الناقلات العاملة في مجال نقل: النفط الخام والمنتجات النفطية المكررة والغاز البترولي المسال (LPG)، إضافة إلى تلك الشركات، فقد شغل عدة مناصب في شركة نفط الكويت، حيث عمل نائباً للرئيس التنفيذي لمديرية غرب الكويت ونائباً للرئيس التنفيذي لمنطقة الشمال.

كما عُين نائباً للرئيس التنفيذي في مديرية الحفر والتكنولوجيا في شركة نفط الكويت، ثم تم تعيينه نائباً للرئيس التنفيذي للاستكشاف والغاز في الشركة. وفي يناير 2021، أصدر الرئيس التنفيذي لشركة نفط الكويت السابق عماد سلطان تعميماً، يقضي بتعيين العيدان نائباً للرئيس التنفيذي للحفر والمساندة الفنية.

 

خبرات متنوعة

 يمتلك العيدان الكثير من الخبرات الفنية والإدارية، فهو الرجل الذي كان مسؤولاً عن تحقيق اكتشافات النفط والغاز خلال الأعوام الماضية، ووضع خطط الاستكشاف والتطوير منذ سنوات طويلة، كما أنه من المخضرمين في القطاع النفطي متسلحاً بخبرته الطويلة في طبيعة الطبقات الأرضية والمكامن وتكويناتها، لذا كان الاختيار الأول للرئيس التنفيذي لمؤسسة البترول الكويتية الشيخ نواف سعود الصباح، ليأتمنه على الحفاظ وتطوير درة التاج النفطي الكويتي.

 

إنجازات نوعية

وفي استعراض لإنجازات شركة نفط الكويت يشير العيدان إلى أن تلك الإنجازات تتمثل في اكتشاف كميات تجارية ضخمة من النفط الخفيف والغاز المصاحب في حقل النوخذة البحري، شرق جزيرة فيلكا في المياه الاقتصادية الكويتية، موضحاً أن المساحة الأولية المقدرة للحقل تقارب 96 كيلومتراً مربعاً، في اكتشاف يمثل نقطة تحول مهمة في جهود الشركة المستمرة لاستكشاف الموارد الهيدروكربونية في المنطقة البحرية الكويتية. وأشار إلى أن الإنتاج اليومي من البئر (نوخذة - 1) من طبقة المناقيش الجيولوجية يصل إلى نحو 2800 برميل من النفط الخفيف، و7 ملايين متر مكعب من الغاز المصاحب، مبيناً أن التقديرات الأولية لمخزون الموارد الهيدروكربونية الموجودة في الطبقة تقدر بحوالي 2.1 مليار برميل من النفط الخفيف و5.1 تريليونات قدم مكعبة قياسية من الغاز، وبما يعادل 3.2 مليارات برميل نفط مكافئ. 

وأفاد بأنه في موازاة ذلك تُعِد الشركة حالياً خطة تطويرية لحقل النوخذة ليدخل الإنتاج في أقرب وقت، وتتم الاستفادة من موارده الهيدروكربونية الضخمة التي ستكون رافداً مهماً في تعزيز خطة التنمية بالبلاد، وستعمل على تحفيز النمو الاقتصادي عبر القيمة المضافة من دخول المنطقة البحرية في عجلة الاقتصاد، وتوفير فرص عمل جديدة لشباب الكويت في قطاع النفط والغاز البحري والتخصصات ذات الصلة.

 

قطاعات واعدة 

ذكر العيدان أن قطاع جزة يعتبر أحد القطاعات الأربعة التي تستهدفها المرحلة الاستكشافية الحالية لشركة نفط الكويت، التي سيتم خلالها اكتشاف طبقات العصر الطباشيري والعصر الجوراسي في المنطقة البحرية الكويتية، وهذا القطاع يعتبر كذلك أحد القطاعات المهمة والواعدة في المنطقة البحرية الكويتية نظراً لما قد يحتويه من موارد هيدروكربونية كبيرة، استناداً إلى الدراسات والبيانات الجيولوجية والجيوفيزيائية والبيانات المستمدة والمأخوذة من بئر (نوخذة 1) التي تم خلالها اكتشاف حقل النوخذة البحري الذي سيزيد احتمالية فرص اكتشاف موارد هيدروكربونية جديدة في قطاع جزة. 

وأضاف أنه سيتم خلال المرحلة الحالية حفر ستة آبار استكشافية التي تعتبر نقطة انطلاق العمل في المنطقة البحرية الكويتية، وبناء على النتائج الواعدة والمبشرة للمرحلة الحالية فستقوم الشركة بإجراء مسح زلزالي ثلاثي الأبعاد للقطاعات البحرية المختلفة في المياه الكويتية للحصول على بيانات أدق وأفضل وحتى تكتمل الصورة قبل البدء بالمرحلة الثانية من رحلة الاستكشافات البحرية في الكويت.

وأفاد بأنه في موازاة ذلك تقوم الشركة حالياً بوضع خطة تطويرية لحقل النوخذة البحري حتى يدخل الإنتاج في أقرب وقت ممكن، وتتم الاستفادة من موارده الهيدروكربونية الضخمة التي ستساهم كرافد مهم في تعزيز خطة التنمية بالبلاد، وتحفيز النمو الاقتصادي عبر القيمة المضافة من دخول المنطقة البحرية في عجلة الاقتصاد، وتوفير فرص عمل جديدة للشباب الكويتي في قطاع النفط والغاز البحري والتخصصات ذات الصلة. 

وأشار إلى أن اكتشاف حقل النوخذة البحري يأتي بمنزلة حجر زاوية ولبنة أساسية أخرى لتحقيق استراتيجية شركة نفط الكويت 2040، مبيناً أن هذه الحملة الاستكشافية البحرية تعكس جدية التزام الشركة باكتشاف الموارد الهيدروكربونية الكامنة في المياه الكويتية، وفرصة فريدة لتعزيز مكانة الكويت بين أكبر منتجي وحاملي الموارد الهيدروكربونية المثبتة في العالم.

 

تحديات قائمة 

 يقول العيدان إن الحفاظ على معدلات حرق الغاز المصاحب لإنتاج النفط عند أقل من 0.5 في المئة، وهي نسبة تعد من الإنجازات العالمية، بفضل الجهود المتواصلة لاستمرارية الأداء الأمثل لعمليات الغاز، وتبادل الخبرات والتجارب بين الشركة والبنك الدولي للحفاظ على البيئة.

وتماشياً مع خططها الاستراتيجية من أجل زيادة الاحتياطيات والإنتاج، تم البدء في حفر أول بئر استكشافية بحرية (نوخذة-1) خلال أغسطس 2022، حيث تمثل هذه البئر باكورة عمليات الاستكشاف البحري للشركة منذ ثمانينات القرن الماضي، مضيفاً أن نفط الكويت رفعت معدل إنتاج الغاز الحر إلى 570 مليون قدم مكعبة قياسية في اليوم، بما يتماشى مع إستراتيجيتها في زيادة إنتاج الغاز الحر.

كما تم الانتهاء من القيام بأول اختبار حقن لمادة البوليمر في مكمن وارة بحقل برقان في البئر «BG-0831»، وذلك ضمن تجارب عمليات الإنتاج الثلاثي، ما نتج عنه تعزيز ورفع استخلاص النفط بنسبة 9 في المئة، الأمر الذي يساعد على تحويل هذه المصادر النفطية من احتياطيات غير مؤكدة إلى مؤكدة.

بالإضافة إلى قيام نفط الكويت بإمداد النفط الخام إلى الشركة الكويتية للصناعات البترولية المتكاملة «كيبيك» عن طريق التشغيل الناجح لمشروع أنابيب تزويد محطة الزور الجديدة بالنفط الخام، وبذلك يتحقق هدف المشروع في التوصيل الدائم للنفط الخام إلى المصفاة.

كما أن الشركة قامت بتشغيل مركز التجميع (32) خلال أكتوبر 2022، ما أسهم في زيادة الإنتاج بمنطقة عمليات جنوب وشرق الكويت ودعم استراتيجيات الشركة، حيث تعدى إنتاج هذا المركز 100 ألف برميل يومياً.

 

مراجعة دورية

ويرى العيدان أن تقادم المكامن من المسلّمات في الصناعة النفطية، حيث أن معظم حقول نفط الكويت تم اكتشافها في أربعينات وخمسينات القرن الماضي، لذلك تبدي الشركة اهتماماً خاصاً بصحة مكامنها وسلامة منشآتها لأجل استدامة إنتاجها لعقود قادمة، مبيناً أن الشركة تقوم بمراجعة دورية لحالة مكامنها وتطوير المشاريع الخاصة للمحافظة على طاقتها الإنتاجية، كما تعمل على تنفيذ أفضل التطبيقات المثلى للمحافظة على المكامن، ومن ضمنها نظام تحديد الحد الأقصى للإنتاج، وإدارة أداء المكامن، ومراجعة الخطط الدورية، وهي آليات تهدف إلى المحافظة على الثروة النفطية واستدامتها.

 

تحديات نفط الكويت

ولا يخفي العيدان أبرز تحديات نفط الكويت، والمتمثلة في برفع الطاقة الإنتاجية للوصول إلى الهدف الإستراتيجي المقدر بـ3.650 ملايين برميل من النفط يومياً، والوصول إلى قدرة إنتاجية للغاز الحر مقدرة بـ950 مليون قدم مكعبة يومياً.

كاشفاً أن قيمة المشاريع الرأسمالية خلال السنوات الخمس المقبلة تتراوح بين 11 إلى 13 مليار دينار، تتوزع ما بين مشاريع حفر آبار، وبناء منشآت إنتاج جديدة، وتحسين أخرى، ومشاريع لمعالجة وحقن المياه، كما تخطط الشركة لحفر 3750 بئراً خلال الخطة الخمسية الحالية، بواسطة نحو 90 برج حفر.

وفي بداية توليه المسؤولية، أعلن العيدان عن تنفيذ مبادرات لتحسين الوحدات التنظيمية وبيئة العمل لتكون أكثر ديناميكية ومرونة للتأقلم مع المتغيرات الإقليمية والعالمية والاستجابة لها بفاعلية، لافتاً إلى مبادرات لخفض كلفة إنتاج برميل النفط، بالإضافة لتعزيز الثقافة المؤسسية القائمة على الأداء والاهتمام بالعنصر البشري الوطني وتمكينه.

وأشار إلى الاستمرار بتنفيذ المبادرات الداعية إلى التميز التشغيلي مثل خفض كلفة إنتاج برميل النفط في مختلف المراحل، والمضي قدماً باستكشاف آفاق جديدة وطرق عمل مبتكرة لتحقيق أهداف نفط الكويت الاستراتيجية الواعدة.

ويدعو العيدان بشكل مستمر العاملين في نفط الكويت لبذل أقصى الجهود الممكنة والتعاون على كافة المستويات وفي كل المجالات لتقديم الدعم لمسيرة التنمية والازدهار والإنجازات، مؤكداً في جميع المناسبات أن الجهود الكبيرة من أجل تحقيق الأهداف الاستراتيجية في مسيرة التنمية المستدامة للحفاظ على الموارد النفطية وتعزيز القدرات في كل المجالات.

ويوضح العيدان أن شركة نفط الكويت تستهدف تنفيذ العديد من المبادرات للاستمرار في ترشيد المصروفات الرأسمالية والتشغيلية تماشياً مع توجهات مؤسسة البترول الكويتية، حيث إنه ومن المتعارف عليه في الصناعة النفطية أنه مع تقادم المكامن ترتفع تكلفة المحافظة عليها، وبالتالي تزداد تكلفة المحافظة على إنتاج الآبار وإصلاحها، إضافة الى تكلفة معالجة المياه وإعادة حقنها في المكامن.

 

العمالة الوطنية

 يؤكد العيدان التزام شركة نفط الكويت بتوظيف الخريجين الكويتيين حسب احتياجات الشركة للكوادر الفنية والإدارية، مشيراً إلى أن نسبة التكويت بلغت 93 في المئة، مع استثناء العاملين في مستشفى الأحمدي.

ويبين العيدان أن استراتيجية نفط الكويت تستهدف المحافظة على استدامة الإنتاج من خلال تعويض الإنتاج بنسبة تعادل 100 في المئة، حيث إنه من الممارسات التي تقوم بها الشركة للمحافظة على الثروة النفطية، تطبيق بعض الآليات التي من ضمنها نظام تحديد الحد الأقصى للإنتاج، وإدارة أداء المكامن، ومراجعة الخطط.

 

حقل برقان

وفي تقييم منه لحالة حقل برقان بعد سنوات طويلة من الإنتاج، قال العيدان: إذا ما تحدثنا عن حقل برقان، فإنه لا يخفى على أحد بأنه يتم الاعتماد على آلية الإنتاج الأولي، أي بفعل ضغط المكمن الطبيعي منذ عشرات السنين، وقد كان للحقل الفضل الكبير في الوصول بطاقة الكويت الإنتاجية المستهدفة لسنوات متواصلة، ذاكراً أنه على الرغم من تقادم المكامن في حقل برقان إلا أن الحقل لا يزال في منتصف العمر ويمتلك القدرة على الإنتاج لعشرات السنين القادمة، مبيناً أنه للمحافظة على هذا الحقل وصحته واستدامة إنتاجه، تقوم «نفط الكويت» بإنشاء المشاريع الرأسمالية اللازمة، وإيجاد خطط تطويرية لمكامن جديدة من أجل ضمان سلامة المكامن الحالية والمحافظة عليها ضمن محيط حقل برقان الكبير.

0 التعليقات:

أضف تعليقك