من أقدم الأسر الكويتية
عائلة معرفي .. رواد التجارة وبناء السفن
-
من أشهر رجالات هذه الأسرة محمد علي معرفي المولود عام 1842 وكان تاجر سلاح وصديق للشيخ مبارك الصباح
-
شاركت أسرة معرفي في معركة الرقة و الصريف و قدمت المال والسلاح
-
ساهمت في تعمير القصر الأحمر بعد معركة الجهراء و ذلك بمواد البناء والأخشاب
-
عرف أبناء عائلة معرفي كتجار وأصحاب سفن "داو"
-
كان اسهامهم كبيرا في تطور ونمو التجارة في الكويت لعدة قرون
-
"بوم العلوي" له دور بارز ومميز في توسعة تجارة العائلة مما شجع حسين معرفي بالمباشرة في بوم المحمدي
قدمت أسرة معرفي إلى الكويت في حدود عام 1780 ، قادمة من بندر ماهشر في عربستان، وحسب المراجع والمصادر التاريخية الكويتية فهي من أقدم الأسر الكويتية، وهم من ذرية محمد رفيع.
واستقر السيد محمد رفيع بالكويت وسكن منطقة شرق، وكان لأسرة معرفي دور في سنة الهيلق 1868م - 1871م وقاموا مع مجموعة من الأسر (أشهرهم يوسف البدر و يوسف الصبيح و عبداللطيف العتيقي و سالم بن سلطان بن فهد وبيت الإبراهيم) بمساعدة الأهالي ومد يد العون لهم.
شخصيات من معرفي
ومن أشهر رجالات هذه الأسرة محمد علي معرفي المولود عام 1842م وكان تاجر سلاح وصديق للشيخ مبارك الصباح و لما قرر الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود فتح الرياض طلب الشيخ مبارك من محمد علي معرفي تزويد الملك عبدالعزيز بأربعين بندقية فزوده بها.
واشترى محمد علي معرفي نقعة من التاجر دعيج بن فهد (نقعة دعيج) وكانت هذه النقعة تسع لأكثر من 12 بوم متوسط الحجم وعند ازدياد الأبوام الخاصة بالعائلة في بعض المواسم، كان الإتفاق مع أصحاب النقع الأخرى لترسو سفن العائلة في نقعهم و أشهرهم نقعة بن خميس و نقعة الشملان و نقعة العسعوسي.
واشترى الأرض و بدأ ببنائها و لما انتهى من البناء و استقرت تجارته وتوسعت معارفه بنى ديوان للعائلة بجوار نقعة دعيج التي سميت فيما بعد بنقعة معرفي وكانت تقع أمام محلة معرفي و بين نقعة بن خميس و نقعة الشيوخ، وكثيرا ما استخدمت هذه النقعة لصناعة الأبوام و أشهرها بوم بوحمرة (معرفي) وبوم محمدي و بغلة الهاشمي
واضطر محمد علي معرفي إلى ردم النقعة بعد موافقة الشيخ مبارك الصباح وذلك نتيجة نمو عدد افراد العائلة والحاجة إلى بناء بيوت جديدة تؤويهم، فقام ببناء بيوت لأولاده جاسم معرفي، وصالح معرفي، كما قام ببناء مستوصف للرجال و النساء وسكن الأطباء، مستخدماً في بنائها صخور البحر و الإسمنت المستورد من عبادان.
وكانت هذه البيوت لا تبعد بضعة أمتار من البحر وفي أيام الشتاء كانت المياه تغمر هذه البيوت نتيجة لقوة الأمواج، لم تهدم هذه البيوت إلا في منتصف الستينات عندما قامت الحكومة بتثمينها، بالإضافة إلى بنائه عمارة خشب، كما قام بالتعاون مع بعض القلاليف بصناعة القوارب الصغيرة، وكان يرسلها إلى الفلاحية والدورق لإستعمالها في نقل التمور والحنطة والمواصلات بين المزارع وإلى الأبواب الراسية بالقرب من الفلاحية.
ومن الحوادث المهمة، يذكر أن حمولة أسلحة تابعة لمحمد معرفي أبحرت من مسقط، وكان أحد زوارق البحرية البريطانية يتعقبها لمراقبتها، وكان يقود المحمل النوخذة عباس بن نخي ولما تيقن النوخذة عباس أن الزورق البريطاني يتعقبه وسيقوم بتفتيشه لا محاله، قام ركز خشبة ووضع السراج فوق الخشبة عند حلول الظلام، ظن الزورق البريطاني أن سفينة الأسلحة ما زالت في مكانها، ولما وصل النوخذة إلى السيف.
وأبلغ محمد علي معرفي بالأمر أبلغوا الشيخ مبارك الصباح والذي طلب فــزعة أهل الكـــويت و دفعوا السفينة إلى البر ووضعوا عليها أخشاب ليوهم بذلك الزورق البريطاني أن السفينة عطلانة و بحاجة للاصلاح، وفي صباح اليوم التالي شاهد البريطانيون السفينة والعمال يحاولون اصلاحها فتركوها وذهبوا، وقد نقلت الأسلحة إلى مخزن أسرة معرفي.
وقد شاركت أسرة معرفي في معركة الرقة و الصريف و قدمت المال والسلاح في معركة في الجهراء وساهمت في تعمير القصر الأحمر بعد معركة الجهراء و ذلك بمواد البناء والأخشاب وتوفي محمد علي معرفي عام 1937.
ويؤكد التاريخ أنه لعدة قرون عرف أبناء عائلة معرفي كتجار وأصحاب سفن "داو" وكان إسهامهم كبيراً في تطور ونمو التجارة في الكويت.
وتشهد سجلات الموانئ التي تقع على الساحل الغربي للهند والساحل الشرقي لأفريقيا وامتداداً لسواحل الخليج من عمان والبحرين والكويت، على حضورهم النشط والبارز في فترة تجارة السفن "الداو".
ويعتبر أبناء عائلة معرفي من الرواد في اقتناء أسطول من سفن "الداو"، وتشهد على ذلك ذكريات وتاريخ نقعة معرفي، والنقع المجاورة لها.
ووفق المعلومات الواردة من العم عبد الإله محمد رفيع معرفي ، فإن نقعة معرفي تقع أمام محلة معرفي في المنطقة الوسط بين نقعة بن خميس ونقعة الشيوخ، حيث بيوت العائلة ، ولما كبرت العائلة في بداية حكم الشيخ مبارك الصباح قام محمد علي معرفي بردم النقعة تدريجيا، وقام ببناء بعض البيوت للعائلة، كمنزل جاسم معرفي ــ صالح معرفي ــ مستوصف للرجال والنساء وسكن لطبيب المستوصف ــ والمدرسة الوطنية الجعفرية، بالإضافة إلى عمارة خشب القلاليف، التي كانت تتم فيها صناعة القوارب الصغيرة لمحمد علي معرفي، والتي كان يرسلها إلى الفلاحية والمنبوجية لاستعمالها في نقل التمور والحنطة والتنقل ضمن المزارع، ومن ثم الى الابوام الراسية بالقرب من الفلاحية.
كما يذكر أن الشيخ مبارك الصباح سمح لصديقه محمد علي معرفي بردم ما يقارب عمقه ثلاثة باع، اي حوالي ثلاثة امتار عند المد، وقد كلف هذا الردم مبالغ كبيرة جداً.
وقد قام ببناء منازل لأولاده، مستخدما في بنائها صخور البحر والاسمنت المستورد من عبادان وكانت هذه البيوت داخلة في البحر، وفي أيام الشتاء كانت المياه تغمر بعض هذه البيوت نتيجة لقوة الامواج.
لذا، كانت تحتاج هذه البيوت إلى صيانة دائمة، ولم تهدم هذه المباني إلا في منتصف الستينات عندما قامت الدولة بتثمينها وبناء وزارة الخارجية مكانها.
وكثيرا ما استخدمت هذه النقعة لصناعة الأبوام وأشهرها بوم بوحمرة، وكانت هذه النقعة تتسع لأكثر من 12 بوما متوسط الحجم، وعند ازدياد عدد الابوام الخاصة بالعائلة في بعض المواسم.. كان الاتفاق مع اصحاب النقع الأخرى أن ترسو سفن العائلة في نقعهم، وأشهرها نقعة كل من: بن خميس والشملان والعسعوسي.
سفن آل معرفي
أبوام آل معرفي في الفترة ما بين 1887 و1948:
لا توجد معلومات وافية عن أسماء أبوام آل معرفي في فترة ما قبل 1887، علماً بأن أسطول السفن "الأبوام" كان يتكون مما بين 14 بوماً و16 بوماً، اما الحقبة التاريخية التي تلي 1887 فقد تم تدوين معظم الأبوام العاملة آنذاك بين سواحل الكويت والبصرة والهند ومسقط، وفي ما يلي بعض المعلومات عن 16 بوماً من الأبوام المشهورة:
-
بوم المحمدي 1 سنة 1916 : يعتبر بوم المحمدي آخر بوم سفر تم بناؤه للعائلة في سنة 1916 ويعد اكبر بوم بالكويت وكان ملكاً لحسين معرفي وابن أخيه محمد حسين نصرالله معرفي وقد بُني في الهند بتكلفة عالية جداً تضاعف ثلاثة اضعاف تكلفته الحقيقية - أي من المفروض ان يكلف بناء المحمدي ثمانين ألفاً من الروبيات ــ وقد أشرف على بنائه علي الابن الأكبر لحسين معرفي.
وقد تأثرت الحالة المالية لأسرتي حسين ومحمد حسين نصرالله معرفي تأثراً شديدا، فلم يورث أي من أبناء حسين معرفي مالاً عند وفاته نظراً لما دفعه في بناء هذا البوم الكبير.
وعندما دخل بوم المحمدي الخدمة لم تكن الظروف ملائمة للأسباب التالية:
• كانت فترة الحرب العالمية الأولى : حيث لم تكن التجارة مستقرة في المنطقة والمخاطر التجارية كانت كبيرة لهذا ارتفعت التكاليف.
• الشحن من الهند واليها : وأرادت العائلة أن تستفيد من الزيادة الكبيرة في أسعار الشحن.
• وكان لبوم المحمدي مدفع صغير يستخدم عند وصوله الى الساحل الكويتي، وهذا المدفع موجود حالياً لدى احد افراد العائلة.
• لم تكن موانئ الكويت تستطيع ان تستقبل سفينة بهذا الحجم وعدم قدرة نواخذة الكويت بالإبحار بسفينة بهذا الحجم (6000 من و60 بحار).
فتحطم بوم المحمدي أمام ساحل الكويت ، ولم يستطع أحد إنقاذه من الضياع وبالرغم من التكاليف الخيالية التي سجلت في حساب المشروع فإنه لو استمر بوم المحمدي في الابجار لمدة خمس سنوات بين الكويت والهند وأفريقيا لكان بالإمكان تغطية التكاليف التي صرفت على بنائه، وبناء عدة سفن متوسطة الحجم.
وقد أبحر بوم المحمدي مرة واحدة فقط وكان على ظهره النوخذة سعود السمكه .. وقد استفاد والد عبدالرسول الأستاذ من الخشب حيث تم بناء بومين لمصلحة نفر من أهل الكويت بالإضافة إلى الذي دخل في صناعة الأبواب.
-
بوم التورة (معرفي) - سنة 1904
ويعتبر بوم التورة من أسرع الأبوام الكويتية التي بنيت قبل الحرب العالمية الأولى بعشر سنوات وهو يشبه في التاريخ الحديث من حيث الشكل والحمولة والسرعة بوم المهلب.
وتم بناؤه في الهند على أيدي أساتذة هنود وكان سبب بنائه نقل التمور مرتين إلى الهند، وحمولته كانت لا تتجاوز 2500 مَنّ أي حوالي 225 طناً. وقد سمى نواخذة البوم باسم التورة وهو عبدالعزيز التورة أحد رعيل أسرة التورة الكريمة.
-
بوم العلوي سنة 1912 : حيث تم بناؤه بالهند لحساب حسين معرفي ومحمد حسين معرفي سنة 1912 ووزنه 0004 من أي 300 طن وكان يعمل بين البصرة والكويت، والهند في بعض الأحيان عندما تتأخر بيعة التمور في الهند. وعمل على متن هذا البوم عدد من نواخذة الكويت بين الموانئ الهندية والأفريقية.
ويذكر أن لهذا البوم دوراً بارزاً ومميزاً في توسعة تجارة العائلة مما شجع حسين معرفي بالمباشرة في بوم المحمدي سنة 1916، واستمر أداء هذا البوم إلى ما بعد سنة 1925 وكان له دور كبير في جلب الأسلحة إلى الكويت إبان حرب الجهراء واستخدم مرات عديدة لنقل الحنطة من البصرة وبندر معشور إلى الكويت أيام الشتاء كما اشتهر في الهند ومسقط.
وكان يعمل على متن هذا البوم أربعون بحاراً كويتياً.. ويُذكر أن جميعهم أصبحوا ميسوري الحال نتيجة عملهم الدؤوب وحسن تصرفهم.
ولم يُستخدم هذا البوم أبداً في تهريب الذهب وكان سجله أمام السلطات البريطانية في الخليج نظيفا. وكان بوم العلوي يرسو في نقعة معرفي في أغلب الأيام، وبعض الايام ونتيجة للزحام الشديد والظروف المناخية كان يرسو في نقعة الشملان.
-
بغلة السلامتي 1887 ــــ 1890 : أما بغلة السلامتي فقد قام محمد زمان معرفي ببنائها في الهند سنة (1887 ــــ 1890) وحمولتها أكثر من 300 طن وعملت بين موانئ الهند ومسقط والكويت والبصرة، ووصلت هذه البغلة الى ميناء عدن وبعض الموانئ الافريقية، حيث كانت تنقل التمور.
وتعتبر البغلة السلامتي من إحدى أكبر وأشهر السفن الكويتية في ذلك الوقت واستمر أداؤها إلى منتصف الحرب العالمية الأولى، وكان على ظهرها النوخذة عبدالعزيز الحرب. وكانت ترسو هذه البغلة في نقعة الشملان لكبر حجمها.. وبعد أن عملت وحمّلت الكثير.. تحطمت أمام ساحل مسقط.
-
بوم بوحمرة 1901 : قام ببنائه محمد زمان معرفي في مطلع القرن العشرين وشيد في الكويت على ساحل نقعة معرفي.. تبلغ حمولته حوالي 2500 مّن، واستغرق بناؤه اكثر من عامين وكان النوخذة بوحمرة ملازماً.
وفد عمل بوم بوحمرة بين موانئ الهند ومسقط والبصرة والكويت وعدد بحارته حوالي 40 بحاراً.. واستمر عطاؤه إلى سنة 1935. وكان يرسو في نقعة معرفي وأحياناً في نقعة الشملان.
-
بَغلة معرفي : شُيدت بغلة معرفي بالهند في نهاية القرن التاسع عشر وعملت بين موانئ الهند ومسقط والبصرة والكويت وكانت كبيرة الحجم.. وبيعت على عائلة عيسى بشارة من نواخذة منطقة الشرق، واستخدمت بغلة معرفي لدى بن عيسى لأكثر من 15سنة.
-
بغلة الهاشمي : شيدت في الهند لحساب حيدر بن محمد رفيع (معرفي) في نهاية القرن التاسع عشر وعملت إلى اوائل القرن العشرين، وقد تم بيعها على إحدى العائلات الكويتية المعروفة بتجارة الأخشاب وأصحاب السفن، وعملت بين الكويت والبصرة والهند، وقد عمل عليها النوخذة عبدالله بن غانم.
-
بوم متوانة : يعتبر بوم متوانة من أشهر أبوام عائلة معرفي وقد شيد في نهاية القرن التاسع عشر، ويقال قبل اتفاق الشيخ مبارك مع الإنكليز على اتفاقية الحماية واستمر في العمل إلى ما قبل بناء بوم المحمدي سنة 1916بعدة سنوات، وقد كان ملكاً لمحمد زمان معرفي وقبل ذلك كان محمد زمان يملك بوماً آخر بالاسم نفسه وكان مبروكاً وقد در مالا كثيرا على مالكيه وعلى جميع الذين عملوا على ظهر هذا البوم. ولذا تم بناء بوم آخر بنفس الاسم بعد ًن استهلك بوم متوانة واحد.
وقد عمل متوانة تحت قيادة النوخذة عباس بن نخي، حيث يعتبر من أدهى وأذكى نواخذة الكويت في ذلك الوقت، وقد عمل هذا البوم بين الكويت والبصرة وموانئ الهند إلى موانئ الصومال واليمن ومسقط.
شراكة معرفي والتركيت
ذكر العم / سلمان ملا حسين التركيت أن هناك شراكة تجارية قديمة من الأربعينات
بين السيد/ محمد رفيع معرفي والعم/ عبدلله عبدالسلام ملا حسين التركيت في وكالة دراجات فيلبس امتدت حتى الستينات.
كما أن دكان السيد/ محمد رفيع معرفي
في(سوق التجارة) والمسمى بشارع الأمير أو الشارع الداخلي كان ملاصق لدكان الأديب والتاجر/ محمد ملا حسين التركيت رحمهم الله جميعاُ.
0 التعليقات:
أضف تعليقك