• رئيس التحرير: ماجد التركيت
الثلاثاء 26/نوفمبر/2024
عائلة الحمد.. شبكة تجارية ممتدة وأنشطة أعمال متنوعة

عائلة الحمد.. شبكة تجارية ممتدة وأنشطة أعمال متنوعة

-        افتتحوا مكاتب تجارية ووكلاء انطلقت من الكويت مروراً بالبصرة وعدن وصولاً للهند
-       200 ألف وثيقة أُودعت مركز البحوث قام بترميمها وحفظها.
-       التجارة غطت مساحة من سنغافورة في الشرق إلى زنجبار وتواصل المكتب في البريد الجوي مع أوروبا وأميركا وعن طريق البواخر
-       افتتح مكتب الحمد  سلسلة التوريد كاملة من الأراضي المنتجة للتمور إلى السفن الشراعية إلى نقاط البيع والتوزيع
-       افتتح مكتباً كبيراً في عدن وكان له وكلاء في أريتريا وبربرة وبندر لاموه وزنجبار وجدة وبورسودان.
-       مكتب الحمد كان الأكثر تنوعاً في السلع التي ضارب بها
-       لم تقتصر تجارتهم على المواد الغذائية والأقمشة بل امتد إلى السجاد والصوف والجلود والتحف والورد، وقدَّم خدمات نقل الركاب
-       افتتح مكتب الحمد في فترة متأخرة مكتباً في بيروت ليتعامل مع دول بلاد الشام ومصر وأوروبا.
-       استثمر المكتب عوائد المضاربة في السلع بشراء الأراضي الزراعية الكثيرة في جنوب العراق
     
 
تعد عائلة الحمد واحدة من أقدم العائلات التجارية التي أثرت الحياة التجارية في الكويت وربطت بينها وبين دول العالم ، حيث تشير الوثائق المنشورة في كتاب "مكتب أسرة الحمد وشبكته التجارية في موانئ المحيط الهندي" لنماذج منتقاة من وثائق أسرة الحمد تعكس سعة تجارة الكويتيين، وامتداد شبكة علاقاتهم في فترة ما قبل النفط واعتماد الدولة وقطاعها الخاص على عائدات تصديره.
 ويسلط الكتاب الضوء صورة قريبة جداً لأحد نماذج الشركات التجارية الكويتية العابرة للحدود، والتي تمكَّنت من بناء جسور ثقافية مع شعوب العالم الشرقي، وعكست صورة مشرقة للكويت والكويتيين في فترة ما قبل تصدير النفط. حين كان الكويتيون متماهين مع جغرافيتهم البحرية والبرية، يؤدون دورهم الذي رسمته الطبيعة لهم، والذي وفقهم الله لأدائه، كما برهنت الدراسات المتعددة التي قام بها مركز البحوث والدراسات الكويتية.
وما يميز سيرة عائلة الحمد أن أبناء عبد اللطيف عبد الله الحمد، مثل غيرهم من الأسر التجارية، كانوا يحتفظون بأرشيفهم من الأوراق والوثائق المتراكمة خلال أكثر من سبعين سنة، والمتعلقة بمكتبهم التجاري.
أرشيف تراثي
حيث يتكون هذا الأرشيف التراثي من الخطابات والمراسلات والفواتير والعقود والسجلات والدفاتر والصور والبرقيات، وغيرها مما له قيمة وأهمية. لقد كانوا يؤمنون بأهمية الوثيقة، وضرورة الاحتفاظ بها لعدة أسباب، أهمها حفظ الحقوق، سواء التي لهم أو التي لغيرهم، واستخدامها حين يحتاج إليها.
إضافة إلى ذلك، كانوا يعلمون أن هذه الوثائق يمكن الاعتماد عليها في معرفة ماضي الأسرة، وتطوُّر أعمالها، وعلاقاتها القديمة. وأخيراً، أدركت أسرة الحمد أنه بالإمكان توظيف الكثير من المادة الأرشيفية لتوثيق جوانب من تاريخ الكويت، خصوصاً التاريخ الاقتصادي.
ويشير الكتاب في فصوله إلى افتتاح مكتب الحمد مقراً رئيساً في الكويت، ومكتباً بالبصرة يُشرف على مزارع التمور التي يمتلكونها، ويقوم بتنظيم عملية الحصاد والكبس والتخزين وتحميل السفن في وقت الموسم.
شبكة متعددة حول العالم
 وأسس المكتب فرعاً في بور بندر، ليقوم بتصريف التمور في كوجرات الهندية وما حولها، وافتتح أيضاً مكتباً في بومباي. وللتعامل مع جنوب الجزيرة العربية وغربها، افتتح خالد الحمد مكتباً كبيراً في عدن، وكان له وكلاء في أريتريا وبربرة وبندر لاموه وزنجبار وجدة وبورسودان. وكان لهؤلاء الوكلاء وكلاء تحتهم.  وبذلك، امتدت علاقة مكتب الحمد إلى المناطق النائية، فأفادت الناس واستفادت.
عوائد المضاربة
وافتتحوا في فترة متأخرة مكتباً في بيروت، ليتعامل مع دول بلاد الشام، ومصر، وأوروبا. استثمر المكتب عوائد المضاربة في السلع بشراء الأراضي الزراعية الكثيرة في جنوب العراق، مما أتاح له الاستفادة القصوى وبناء أسطول من السفن التجارية وتشغيل النواخذة والبحارة. امتلك المكتب سلسلة التوريد كاملة، من الأراضي المنتجة للتمور إلى السفن الشراعية إلى نقاط البيع والتوزيع، فحاز معظم أرباح العمليات التجارية.
شبكة تجارية كبيرة
وقد فتح عبد اللطيف خالد عبد اللطيف الحمد ، رحمه الله - خزائن الأسرار لأرشيف العائلة بعد وفاة والده عام  1998 ،  بمجموعة كبيرة من الصناديق التي تحوي أرشيف مكتب الحمد إلى مركز البحوث والدراسات الكويتية، حيث قام المركز بترميمها وحفظها بالأسلوب العلمي، وفقاً للوسائل والتقنيات الحديثة المتوافرة لديه.  وتبيَّن أن عدد الوثائق المحصورة حتى الآن ١٣٠ ألفاً، ولعل العدد النهائي يصل إلى ٢٠٠ ألف وثيقة.
وتشير الوثائق عِظم حجم الشبكة التجارية التي نسجها خالد عبد اللطيف الحمد وأبوه وإخوته؛ أحمد، ويوسف، وعلي، وعبدالله. وبمقارنة هذه الوثائق مع وثائق الأسر التجارية الكويتية الأخرى تبيَّن أن مكتب الحمد هو الأوسع من ناحية التعامل مع مختلف الدول.
من سنغافورة إلى زنجبار
 حيث غطت تلك التجارة من مساحة من سنغافورة في الشرق إلى زنجبار في جنوب غرب، وتواصل المكتب في البريد الجوي مع أوروبا وأميركا وعن طريق البواخر، علاوة على أن مكتب الحمد كان الأكثر تنوعاً في السلع التي ضارب بها. فلم يقتصر على المواد الغذائية والأقمشة، بل امتد إلى السجاد والصوف والجلود والتحف والورد، وقدَّم خدمات نقل الركاب.
 
 
تجارة متنوعة
وكانت عمليات مكتب الحمد ترتكز على:  تصريف التمور في الكويت والخليج ونجد وساحل فارس والهند واليمن والحجاز وشرق إفريقيا، شراء منتجات تلك الدول، وبيعها في الموانئ التي تفتقدها، استقبال طلبات من الكويت ونجد وغيرها لشراء سلع وشحنها إليها، وتلقي عمولة مقابل ذلك،  إرسال محصول سفنه من اللؤلؤ إلى الطواويش الكويتيين في بومباي، ليقوموا ببيعها هناك ، الاهتمام الخاص بالقهوة اليمنية والإفريقية، وتوريدها إلى المنطقة العربية،  الانتباه الشديد إلى الأخبار السياسية، ونقلها إلى أمير الكويت وزملائهم التجار، ليحتاطوا وينظموا أعمالهم وفقاً لتطورات الأحداث، وبشكل يحفظ أموالهم ومصالحهم.
معلومات الحمد
وقدمت هذه الأسرة إلى الكويت من الزبير في أوائل القرن الماضي، و كانت قبلها في الزلفي في نجد وسكنت قبلة. ويعود نسب هذه الأسرة إلى آل راشد من الأساعدة من الروقة من عتيبة.
 كما خرج من رحم هذه الأسرة رجال برزوا في التجارة و ساهموا في نهضة الدولة الاقتصادية، فقد خرج منها أيضاً رجال دولة.
ومن رجالات هذه الأسرة عبد اللطيف الحمد أحد التجار البارزين في القرن التاسع عشر، ابنه خالد  الذي سار أيضاً على نهج والده في التجارة فكان أحدد مؤسسي بنك الكويت الوطني و مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية و شركة ناقلات النفط.
 كما كان أيضاً نائب سابقا، التاجر حمد عبداللطيف الحمد، عبداللطيف يوسف الحمد وزير المالية ووزير التخطيط منذ  1981 إلى 1983 و حاليا المدير العام و رئيس مجلس إدارة الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي و الاجتماعي ود. رشيد حمد الحمد وزير التربية منذ عام 2003 إلى 2006، عبدالله حمد الحمد وكيل وزارة التجارة سابقاً، حمد محمد الحمد رئيس مجلس إدارة البنك التجاري لسنين طويلة، محمد أحمد الحمد وزير العدل منذ عام 1971 إلى 1975، يعقوب يوسف الحمد رئيس مجلس إدارة بنك الكويت الوطني منذ عام 1965 إلى 1979 وأحمد حمد الحمد رئيس مجلس إدارة و العضو المنتدب لشركة برقان لحفر الآبار، مثنى محمد الحمد عضو مجلس إدارة بنك الكويت الوطني، وسليمان خالد الحمد رئيس مجلس إدارة المجموعة المشتركة للمقاولات. ولهذه الأسرة نسب مع العديد من أسر الكويت منها الحميدان "الشامية" الدواسر، العريفان "الجهراء، القحاطين، بودي، الخالد "القادسية" العنوز، الحميدي "الشويخ" الشمر، الغنيم "الشويخ" الدواسر، الماجد "الغانم"، العثمان "الضاحية" التميمين، الباتل، النقيب، و الخنيني.

0 التعليقات:

أضف تعليقك