نائب رئيس مجلس إدارة شركة نور كابيتال ماركتس للوساطة ناصر المري لـ"ايكونيوز": العملات المشفرة .. "غير آمنة" وليس لها أب أو منظم
-
قيمة العملة المشفرة قد تصل إلى الصفر بين ليلة وضحاها
-
كافة الدول والحكومات ترفض حتى يومنا هذا التعامل مع العملات المشفرة
-
لم تقبل الدول الكبرى كأميركا والصين وغيرها التعامل بالعملات الرقمية
-
"العملات المشفرة" ليس لها قيمة حتى تحافظ عليها
-
وسيلة نقل أموال قد تكون "شرعية" أو "غير شرعية"
-
العملات المشفرة خلال سنتين إلى 5 سنوات قد لا نراها
-
99% من المتداولين في هذه العملات لا يعرف آلية وطريقة عمل هذه العملات
-
تكلفة الطاقة المستخدمة لتعدين العملات الرقمية تفوق كثيراً قيمة العملة نفسها
كتب مبارك الشعلان:
قال نائب رئيس مجلس إدارة شركة نور كابيتال ماركتس للوساطة المالية، ناصر المري، أن ما يسمى بـ "العملات المشفرة" لا يمكن اعتبارها كعملة، لأن العملة هي ما يحفظ القيمة، بينما "العملات المشفرة" ليس لها قيمة حتى تحافظ عليها، فهي عبارة عن معادلات رياضية يتم تداولها، لذلك أعتبرها بمثابة وسيلة نقل أموال قد تكون "شرعية" أو "غير شرعية".
وأضاف المري خلال حوار خاص مع "ايكونيوز" أن العملات المشفرة ليس لها "أب"، أو مالك أو منظم أو جهة عالمية تنظم عملها ، ف "البيتكوين" بدأت من خلال معادلة رياضية وأصبح الانتقال إلى عملة أخرى يجب أن تقوم بإضافة جزء جديد إلى المعادلة السابقة.
وبالتالي فهي غير آمنة، بمعنى أنك قد تستيقظ في الصباح فتجد أن العملة التي تمتلكها والتي تبلغ قيمتها 75 ألف دولار أصبحت قيمتها 30 ألف دولار أو حتى (صفر).
وأكد المري أن كافة الدول والحكومات ترفض حتى يومنا هذا التعامل مع العملات المشفرة، بينما نجد أن هناك حكومات أعلنت عن تنظيم سوق العملات الرقمية، لكن بشكل عام لم تقبل الدول الكبرى كأميركا والصين وغيرها التعامل بالعملات الرقمية. وبين أن العملات المشفرة رغم أنها غير آمنة ، إلا أنه لا يمكن تجاهلها حيث أن قيمتها السوقية بالتريليونات ، لافتاً إلى أنه لا يؤمن بهذه العملات ولا أنصح أحد باستخدامها ، لذلك يجب أن يقام مؤتمر عالمي لتنظيمها حتى نضمن الاستخدام الصحيح لها.
وفيما يلي التفاصيل ..
ليست عملة
- بداية ، نود تعريف العملات المشفرة بشكل مبسط؟
- قبل أن نخوض في تعريف العملات المشفرة، يجب أن نعرف كيف بدأ التعامل بالعملات تاريخياً، حيث كانت العملات في بداياتها عبارة عن "إيصال" ذهب او فضة أو قمح أو شعير أو أرز، حيث بدأت الناس تتداول هذه الإيصالات التي كانت بداية لانطلاقة العملات الحالية التي نتعامل بها مثل الدولار والدينار والدرهم وغيرها من العملات العالمية المعروفة الان.
اما فيما يتعلق بـ "العملات المشفرة"، فمن وجهة نظري لا يمكن اعتبارها كعملة، لأن العملة هي ما يحفظ القيمة، بينما "العملات المشفرة" ليس لها قيمة حتى تحافظ عليها، فهي عبارة عن معادلات رياضية يتم تداولها، لذلك أعتبرها بمثابة وسيلة نقل أموال قد تكون "شرعية" أو "غير شرعية".
وإذا ما أردنا استخدام هذه العملات بشكل قانوني يجب ان تكون رقابة قانونية وشرعية من قبل جهات مسئولة بالدولة لضمان استخدامها بالطريقة الصحيحة.
ومع أنني شخصياً لا أؤمن بهذه العملات ولا أنصح أحد باستخدامها، إلا أن ذلك لا يعني أنه يمكننا تجاهل هذه العملات، خاصة بعد أن أصبح حجم تداولاتها عالمياً يقدر بتريليونات الدولارات، لذلك يجب أن يقام مؤتمر عالمي لتنظيمها حتى نضمن الاستخدام الصحيح لها.
- ما الذي يميز العملات المشفرة عن العملات التقليدية من وجهة نظرك؟
- في حالة العملات التقليدية.. نجد أن هناك عملات لا يوجد لها غطاء بالكامل (الدولار الأمريكي كمثال)، وهناك عملات مغطاة بالكامل (كما هو الحال في دول مجلس التعاون الخليجي)، وعملات مغطاة بشكل جزئي من الجنيه المصري والليرة التركية والعملة الباكستانية والهندية..وغيرها، حتى أننا نسمع بين الحين والآخر توصيات صندوق النقد الدولي بخصوص تعويم عملة إحدى الدول بسبب عدم وجود غطاء لها من العملات الأجنبية أو الذهب والفضة.
فعندما نشتري دينار كويتي (على سبيل المثال) فإننا نكون قد اشترينا سلة تحتوي على مجموعة من العملات بينها 70% دولار أمريكي، وفيها الجنيه الإسترليني والين الياباني واليورو..كما أن هذا الدينار مغطى بسلة عملات أجنبية وقد تحتوي كذلك على الذهب والفضة.
وكذلك الحال بالنسبة للدولار الأمريكي الذي عندما تشتريه تكون قد اشتريت ثقة الاقتصاد الأمريكي، وبالتالي يمكنك مبادلة الدولار بسلع لها قيمة، بينما في حال "العملات المشفرة" فإنه لا يمكن للشخص أن يذهب للجمعية ليقوم بالشراء من خلالها او التعامل بها في الأسواق، حيث تقتصر استخدامات العملات الرقمية على التحويل فقط، حتى أن شركة "تسلا" التي وافقت في فترة من الفترات على قبول "العملات الرقمية" لشراء سياراتها توقفت عن ذلك بعد ان أدركت أنه ليس لهذه العملات قيمة مخزنة.
مخاطر محتملة
- بما ان العملات المشفرة ليست مغطاة فإنها بالضرورة ليست آمنة، فما هي المخاطر المحتملة وراء التعامل بها؟
- بالنسبة للعملات المشفرة، فإنك قد تستيقظ في الصباح فتجد أن العملة التي تمتلكها والتي تبلغ قيمتها 75 ألف دولار أصبحت قيمتها 30 ألف دولار أو أن قيمتها أصبحت (صفر)، خاصة وأن هذه العملات ليس لها مالك أو منظم أو جهة عالمية تنظم عملها، ف "البيتكوين" بدأت من خلال معادلة رياضية وأصبح الانتقال إلى عملة أخرى يجب أن تقوم بإضافة جزء جديد إلى المعادلة السابقة.. وهكذا.
محافظ رقمية
- ما هو دور المحافظ الرقمية في تأمين العملات المشفرة؟
-كل سلعة عبارة عن عرض وطلب، فعلى سبيل المثال نجد اليوم صوراً رقمية معروضة على الأنترنت تباع من شخص لآخر بأسعار جنونية، حيث يتم خلق قيمة لشيء ليس له قيمة، وبالتالي ما لم تقم هذه المحافظ بالتأمين على سوق العملات الرقمية بشكل كامل، فلن يكون لهذا التأمين أي قيمة، فعندما تتلاشى قيمة هذه العملات لأي سبب من الأسباب، فإن ذلك سيؤدي إلى خلق ثروات لدى البعض ومحوها من قبل آخرين.
لذلك أقول أن من يؤمن بهذه العملات ويجري وراءها بدون عقل وتحفظ، فقد يخسر كامل ثروته، في حين أن شخص آخر يعتمد على المقامرة في هذه العملات، بحيث يربح عشرات الأضعاف أو يخسر كامل المبلغ الذي راهن عليه.
- كيف تتعامل الحكومات مع العملات المشفرة؟
- لم تتعامل أي من الحكومات مع العملات المشفرة، بينما نجد أن هناك حكومات أعلنت عن تنظيم سوق العملات الرقمية، لكن بشكل عام لم تقبل الدول الكبرى كأميركا والصين وغيرها التعامل بالعملات الرقمية.
لكن يمكن القول أن هناك توجه لدى الحكومات لتحويل عملاتها إلى عملات رقمية، وفعلياً يمكن القول أن الدينار الكويتي اصبح "رقمي"، ذلك أننا يمكننا استخدام حلول الدفع الرقمية لدفع المستحقات ورسوم الدولة وغيرها من التعاملات المختلفة، بمعنى أن الدينار تحول من ورقي إلى رقمي، لكن هنا يجب علينا أن نفرق بين تحويل العملة الورقية إلى رقمية وبين عملة رقمية ليس لها غطاء.
ففي حال تحويل الدينار من ورقي موجود فعلياً لدى البنك إلى رقمي يمكن الدفع من خلاله للاستفادة من خدمات أو عمليات شراء مختلفة، بينما العملات الرقمية "بدون أب"، فلا يمكن لأحد أن يعرف من هو مالك شركة "البيتكوين" أو غيرها من الشركات التي بدأت عن طريق معادلات رياضية، حتى أنه لا يمكن لأحد أن يعرف كم عدد وحدات "البيتكوين" المتاحة في السوق، لا سيما في ظل استمرار عملية التعدين بشكل يومي.
استثمار مستدام
- هل تعتبر العملات المشفرة استثماراً مستداماً، أم مجرد طفرة اقتصادية؟
-إذا ما رجعنا بالتاريخ إلى الوراء، في عصر "الدوت كوم" كان يمكن الدخول إلى البورصة لشراء اسهم لشركات لا تعرف عنها شيء، وهذه الشركات كانت تصعد من دولار إلى 500 دولار، لكن بعد عامين كل هذه الشركات اختفت.
لذلك اعتقد أن العملات المشفرة خلال سنتين إلى 5 سنوات قد لا نراها ، أو أنها قد تستمر لكن بشكل جديد ومنظم، بحيث تتحول من "سحابة هلامية" إلى عملات صلبة ومنظمة، وفي هذه الحال يمكنها الاستمرار، إنما في ظل الطريقة الحالية فقد يأتي يوم تنعدم فيه الحاجة لإستخدامها، خاصة في ظل تحويل الكثير من الدول عملاتها إلى عملات رقمية تنتهي معها الحاجة إلى العملات الرقمية المشفرة، لذلك أقول أن الشئ الذي لا تراه بعينك ولا تعرف قيمته فلا تستثمر فيه أو تشتريه.
نقص الوعي
-هل ترى أن هناك نقصاً في الوعي المجتمعي فيما يتعلق بالعملات المشفرة؟
-أنا على يقين أن 99% من المتداولين في هذه العملات لا يعرف آلية وطريقة عمل هذه العملات، فمع الأسف فإن الكثير من المستثمرين يستثمر في هذه العملات من خلال ما يسمعه في الديوانية أو في التجمعات الشبابية، خاصة عندما يسمع عن الأرباح التي يحققها البعض من وراء التداول في هذه العملات الرقمية.
طبعاً هذا لا يمنع أن هناك شباب طموح يرغب في تطوير قدراته ومهاراته واستثماراته، لكن يجب على الجميع أن يستثمر في الكثير من البدائل المتنوعة والتي لها قيمة لا تتقلص مع الوقت، لذلك أقول لهؤلاء الشباب لا تفكر بالثراء السريع، لأن الثراء السريع يعني الخسارة السريعة أيضاً.
وقبل أن يفكر أي شخص بالاستثمار، يجب عليه أن يتعرف على طبيعة الاستثمار وان يتثقف في أي منتج يفكر فيه، فالمستثمر الراغب في الاستثمار في سوق الأوراق المالية يجب عليه أن يقرأ أولاً عن الشركات وان يتعلم كيفية التحليل والاستنتاج وتحليل الأرقام، وكذلك الحال بالنسبة للأسواق العالمية التي يجب على المستثمر ان يستمع إلى الاخبار وان يعرف كيف يحلل هذه الاخبار والتعرف على مدى تأثيرها على الأسواق العالمية.
- ما هو تأثير العملات المشفرة على البيئة من ناحية استهلاك الكهرباء على وجه الخصوص؟
-هذا صحيح، ففي الكثير من الأحيان نجد أن تكلفة الطاقة المستخدمة لتعدين العملات الرقمية تفوق كثيراً قيمة العملة نفسها، فكلما تأخرت عمليات التعدين كلما ارتفعت تكلفة الإنتاج بشكل أكبر، وسمعنا عن أشخاص قاموا بشراء أجهزة كمبيوتر ضخمة تم ربطها ببعضها البعض لتسريع عملية الإنتاج، وهنا نجد أن كلفة الإنتاج قد تكون موازية لقيمة العملة المنتجة إن لم تكن أعلى.
وفي فترة من الفترات شهدت الكويت هجمة من قبل بعض الشركات الأجنبية التي قامت بنقل "السيرفرات" المستخدمة للتعدين إلى الكويت بإعتبارها أرخص دولة بالعالم في أسعار الكهرباء، خاصة وان عمليات التعدين تحتاج إلى طاقة كهربائية كبيرة لإستخدامها في تشغيل أجهزة الكمبيوتر وأجهزة التبريد التي تعمل على مدار الساعة لتخفيف حرارة أجهزة الكمبيوتر التي تعمل على مدار الساعة.
- لعبت الجهات الحكومية بالدولة وعلى رأسها بنك الكويت المركزي دوراً في التوعية بمخاطر العملات الرقمية، كيف تنظر إلى هذا الامر؟
-لا شك ان دور بنك الكويت المركزي وغيرها من الجهات الرقابية الأخرى هي التوعية والنصح، لكن في النهاية لن تقوم بإجبار المستثمرين بالابتعاد عن هذا الاستثمار، لكن بشكل عام رأينا تلك الحملات التوعوية التي نشرت في الصحف ووسائل التواصل الاجتماعي والعديد من الندوات والمؤتمرات، لكن في نهاية الأمر فإن كل شخص مسئول عن نفسه وعن قراراته الاستثمارية.
الاستثمار الآمن
- ما هي البدائل المتاحة للاستثمار الآمن في الأسواق في الوقت الراهن؟
-هناك العديد من القطاعات المتاحة للاستثمار بشكل آمن ومربح، أولى هذه القطاعات هو القطاع العقاري، وقطاع الأسهم المحلية، وقطاع الأسهم العالمية، والفوركس.
والكثير من الأدوات والمنتجات، خاصة إذا ما عرفنا أن جيل اليوم أكثر ثقافة واطلاعاً على كيفية التعامل مع الأجهزة الرقمية والأدوات المتاحة التي تمكن المستثمر من الاستثمار في أي سوق عالمي أو في أي نوع من أدوات الاستثمار المختلفة بكل سهولة وسلاسة.
ويكفي أن نعرف أن من استثمر في السوق الأمريكي من بداية العام الحالي حقق أرباحاً بواقع 30%، علماً بأن السوق الأمريكي وبعد فوز ترامب بالانتخابات الامريكية، سيكون على موعد مع قفزة كبيرة يعول عليها الكثيرون، خاصة فيما يتعلق بأسواق الأسهم والسندات والاوبشن، بينما ستتأثر أسعار الذهب والمعادن بشكل سلبي.
وكذلك الحال بالنسبة لأسعار النفط التي يتوقع لها أن تستقر بعد أن أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن نيته السماح للشركات الامريكية بالتنقيب عن النفط، ما يعني أن أسعار النفط المتوقعة ستتراوح بين 70 و 80 دولار للبرميل وهو سعر مستهدف للسوق الأمريكي الذي سيخسر كثيراً في حال انخفاض السعر دون ال 70 دولار بسبب ارتفاع كلفة الإنتاج، كما أن ارتفاع السعر عن 80 دولار سيرفع من تكلفة الوقود على المستهلك الأمريكي.
كما أن سياسة الرئيس ترمب الرامية إلى إيقاف الحروب والصراعات حول العالم من شأنها أن تشيع جو من الاستقرار العالمي بشكل يؤثر إيجاباً على سوق السندات والأسهم العالمي وسلباً على أسعار السلع والعملات والذهب والفضة والنفط، بالإضافة إلى السلع الغذائية التي ستنخفض أسعارها في ظل عدم وجود هلع بالشراء من قبل المستهلكين.
0 التعليقات:
أضف تعليقك