الحقل بمساحة 74 كيلومتراً.. وباحتياطيات 800 مليون برميل من النفط المتوسط
اكتشاف نفطي جديد في حقل «الجليعة» البحري
- الخطة الموضوعة بشأن «حقل الدرة» تسير حسب الجدول الزمني باتفاق تام مع الشركاء في السعودية
- الطاقة الإنتاجية للكويت تجاوزت 3 ملايين برميل يومياً بنهاية 2024.. ومليار برميل إنتاجنا السنوي
أعلنت شركة نفط الكويت عن اكتشاف كميات تجارية كبيرة من «الموارد الهيدروكربونية» في حقل الجليعة البحري الواقع في المياه الإقليمية الكويتية.
وذكرت الشركة، في بيان، أن هذه الاكتشافات تأتي في إطار جهود الشركة الاستكشافية المتواصلة لتعزيز مكانة الكويت كمنتج رئيسي للنفط والغاز في المنطقة وتحقيقاً لاستراتيجية الاستكشاف في المنطقة البحرية الكويتية.
وأوضحت أن اختبارات مكمن زبير الجيولوجي (من العصر الطباشيري) في البئر الاستكشافية «جليعة 2» أظهرت نتائج إنتاجية مبشرة إذ يغطي الحقل مساحة 74 كيلومتراً مربعاً وتقدر احتياطياته بنحو 800 مليون برميل من النفط المتوسط الكثافة الخالي من غاز كبريتيد الهيدروجين وبنسبة منخفضة من غاز ثاني أكسيد الكربون بالإضافة إلى 600 مليار قدم مكعبة قياسية من الغاز المصاحب (ما يعادل 950 مليون برميل نفط مكافئ) .
وبينت أن هذا الاكتشاف يمثل إضافة مهمة للموارد الهيدروكربونية في الكويت ويعزز إمكانات وجود مكامن إضافية في العصر الطباشيري العلوي بالمنطقة البحرية والمناطق المجاورة، ما يؤكد نجاح خطة شركة نفط الكويت في الاستكشاف البحري، مشيرة إلى أن حقل «الجليعة» يعد ثاني الحقول البحرية المكتشفة في الخطة الاستكشافية الحالية بعد اكتشاف حقل «النوخذة البحري» في يوليو 2024.
وأكدت الشركة التزامها بالاستكشاف المستدام في المنطقة البحرية، حيث يتم التحضير حالياً والاستعداد للبدء في المرحلة الثانية من خطة الاستكشاف والحفر والإنتاج من المنطقة البحرية الكويتية، مضيفة أنه يتم العمل على تنفيذ مشروع مسح استكشافي ثلاثي الأبعاد يغطي كامل المنطقة البحرية والتي تزيد مساحتها على 6000 كيلومتر مربع.
وأفادت بأن ذلك يوفر بيانات عالية الدقة تساعد في اتخاذ القرار للمضي قدماً في الاستكشاف وتحديد المكامن وصولاً إلى مرحلة الإنتاج في المنطقة البحرية الكويتية، مؤكدة أن الاكتشاف يشكل خطوة استراتيجية مهمة ولبنة أخرى لدعم أهداف الشركة الاستراتيجية وزيادة الطاقة الإنتاجية لتحقيق أهداف استراتيجية 2040.
وتوجهت الشركة بالشكر على الدعم المتواصل من القيادة السياسية والإدارة العليا في مؤسسة البترول الكويتية، مثمنة جهود الكوادر الوطنية المميزة التي ساهمت في تحقيق هذا الاكتشاف الواعد.
على ذات الصعيد، كشف الرئيس التنفيذي لمؤسسة البترول الكويتية الشيخ نواف السعود عن أن الكويت أكملت الدراسات الهندسية الخاصة بحقل الدرة للغاز، مؤكداً أن الخطة الموضوعة بشأنه تسير حسب الجدول الزمني باتفاق تام مع الشركاء في المملكة العربية السعودية، وستدخل الكويت بالإجراءات اللاحقة.
وأضاف السعود أن حقل الجليعة البحري الذي أعلن عن اكتشافه مؤخراً، يعتبر من الحقول الجديدة، ويمثل ثاني اكتشاف بحري للكويت، مؤكداً أن الحقل يحمل أهمية كبرى لوجود مكامن تدلل أهمية الحقل عالمياً، حيث ستبدأ الكويت في عمليات الاستكشاف في المناطق البحرية، خصوصاً أن تلك العمليات تأتي بعد أكثر من 85 عاماً من اكتشاف النفط في المناطق البرية، وتعتبر الكويت من أهم المنتجين في العالم، موضحاً أن الاستكشافات البحرية الجديدة تقع في حقل الجليعة بالمنطقة البحرية الكويتية، وليس لها علاقة بحقل الدرة.
وأشار إلى أن الطاقة الإنتاجية للكويت تجاوزت 3 ملايين برميل نفط يومياً بنهاية 2024، وتسير وفق خططها الإنتاجية المستهدفة، وأن الكويت تنتج مليار برميل نفط سنوياً، مشيراً إلى أن بئري «النوخذة» و«الجليعة» البحريين سيعوضان إنتاج الكويت لمدة 4 سنوات مستقبلاً، وكلما زادت الاستكشافات النفطية ارتفع المخزون الاستراتيجي للبلاد.
وذكر أن «مؤسسة البترول» تعمل وفق استراتيجية طموحة لإنتاج 4 ملايين برميل يومياً بحلول عام 2035، موزعة على 3.650 ملايين برميل لشركة نفط الكويت، ونحو 350 ألف برميل يومياً من العمليات المشتركة التابعة للشركة الكويتية لنفط الخليج.
وأوضح أن حصة الكويت في «أوپيك» يتم بحثها مع المنظمة وتعتمد على عدة عوامل منها اتفاقات «أوپيك +»، بالإضافة إلى التفاهمات السياسية، حيث يتم تقييم الطاقات الإنتاجية لكل دولة وتعدد الحصص بناء على تلك الطاقات الإنتاجية، لذلك فإن طاقة الكويت الإنتاجية تفوق الحصة المقررة لنا، ونسعى لزيادة الطاقة الإنتاجية بالإضافة لحصة الكويت في المنظمة.
وقال إن الكويت لديها شراكات استراتيجية مع شركاء حول العالم منذ عقود من الزمن، وهناك مصافٍ في جنوب شرق آسيا تم بناؤها ومصممة على النفط الكويتي، وهذا دليل على استدامة النفط الكويتي وثقة العملاء في الكويت كمزود آمن.
وأشار إلى أن الكويت تلعب دوراً مهماً في تزويد العالم بالطاقة، لاسيما أن الكويت تنتج النفط منذ 8 عقود، وهي من أهم منتجي النفط في العالم، مشيراً إلى أن دور الكويت ينمو سنوياً مع شركائها في العالم معاً، بالإضافة إلى وجود مصافٍ كويتية حول العالم مصممة على استيعاب النفط الكويتي، وهو ما يدل على استدامة النفط الكويتي، وثقة العملاء والشركاء.
ورداً على سؤال حول تغير السياسات النفطية للولايات المتحدة فيما يخص التنقيب عن النفط بعد تولي الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب، أكد الشيخ نواف السعود أن الكويت تؤمن باستدامة الطلب على النفط لعقود مستقبلية حول العالم، مشيراً إلى أنه لا يوجد بديل عن النفط كمصدر رئيسي للطاقة حالياً أو مستقبلاً، وهو ما أدركه المسؤولون الأميركيون بالاستمرار في التنقيب عن النفط، وهو ما تؤكده سياسات مؤسسة البترول، لتأمين الطلب على النفط، وذلك ليس لزيادة الطلب العالمي للنفط، ولكن لتميز البرميل الكويتي بأنه قليل التكلفة، ومنخفض الانبعاثات الكربونية.
وفي سياق حديثه، على هامش مؤتمر ومعرض المنظمة الإقليمية للمحافظة على نظافة البحار (ريكسو)، حول الانسكابات النفطية، والذي عقد أمس تحت شعار «بحار نظيفة مستدامة»، أكد السعود أهمية مكافحة الانسكابات النفطية، موضحاً أن دور القطاع النفطي مساندة كل من يعمل على المحافظة على البيئة، مشيراً إلى أن انعقاد هذا المؤتمر يأتي في إطار تعزيز هذه الجهود.
وأكد الاهتمام الكبير الذي توليه الكويت بالجوانب البيئية، لافتاً إلى إقرارها العديد من التشريعات والقوانين للحفاظ على بيئة نظيفة، والتي تتضمن قانون حماية البيئة لعام 2014، والذي يحظر تصريف أي مواد أو نفايات أو سوائل من شأنها إحداث تلوث في الشواطئ أو المياه المجاورة لها، كما تمنع أي ممارسات تضر بالكائنات الفطرية، سواء البرية منها أو البحرية.
وذكر السعود أن هذه القوانين وغيرها تأتي في سياق سعي الدولة بكل قطاعاتها إلى تحقيق أهداف التنمية المستدامة التي تم قطع شوط كبير في تنفيذ مضامينها، ومنها ما يرتبط بهذا المؤتمر من حيث حفظ المحيطات والبحار والموارد البحرية واستخدامها على نحو مستدام كذلك حماية النظم الإيكولوجية البرية وترميمها وتعزيز استخدامها.
0 التعليقات:
أضف تعليقك