• رئيس التحرير: ماجد التركيت
الأحد 09/مارس/2025
22 مارس اليوم العالمي للمياه

22 مارس اليوم العالمي للمياه

احتفال سنوي تقيمه الأمم المتحدة

22 مارس اليوم العالمي للمياه

 

  • يركز على أهمية المياه العذبة، وتنسّق فعالياته لجنة الأمم المتحدة المعنية بالموارد المائية
  • الحصول على المياه حق من حقوق الإنسان، ومع ذلك يعيش أكثر من 2.2 مليار شخص دون مياه شرب
  • مركز استخباراتي أميركي حذر من أن شح المياه ينذر بأن يتحول إلى سلاح في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا
  • النمو السكاني السريع الذي تشهده العديد من البلدان أدى إلى زيادة الطلب على المياه العذبة المحدودة

 

المياه قضية جوهرية تؤثر على كل جوانب الحياة، بدءاً من البيئة إلى الاقتصاد والصحة، لذا أقرت الامم المتحدة عام 1993 يوماً خاصاً بالمياه، وذلك بهدف زيادة الوعي بأهمية المياه العذبة وتعزيز الإدارة المستدامة لموارد المياه.

ويحمل هذا اليوم في كل عام شعاراً مختلفاً يسلط الضوء على قضية مائية محددة ، مثل ندرة المياه، جودة المياه، أو التأثير المناخي على الموارد المائية.

اليوم العالمي للمياه هو احتفال سنوي تقيمه الأمم المتحدة في 22 مارس  من كل عام، حيث يتولى شؤونه عضو أو أكثر من أعضاء اللجنة وشركائها الذين لديهم ولاية ذات صلة بمواضيعه.

يُنظم الاحتفال باليوم العالمي للمياه لتسليط الضوء على أهمية المياه واستلهام الإجراءات الرامية إلى التصدي للأزمة العالمية للمياه. 

ومن المجالات الرئيسية التي يركّز عليها اليوم العالمي للمياه دعم تحقيق الهدف 6 من أهداف التنمية المستدامة، وهو ضمان توافر المياه وخدمات الصرف الصحي للجميع بحلول عام 2030.

 

الحاجة إلى اتخاذ إجراءات بشأن المياه

مما لا شك فيه أن الحصول على المياه حق من حقوق الإنسان، ومع ذلك يعيش أكثر من 2.2 مليار شخص دون خدمات مياه شرب مدارة بأمان، مع ما يترتب على ذلك من آثار مدمرة على حياتهم والمجتمع الأوسع.

وتُعد الدورة المائية المدارة بشكل جيد الأساس الذي يستند إليه التقدم المحرز في جميع أهداف خطة التنمية المستدامة لعام 2030، لا سيما فيما يتعلق بالجوع والمساواة بين الجنسين والصحة والتعليم وسبل العيش والاستدامة والنظم الإيكولوجية.

وتقع المياه أيضاً في صميم التكيف مع تغير المناخ، حيث تعمل حلقة وصل حاسمة بين النظام المناخي والمجتمع البشري والبيئة.

وفي ظل غياب الإدارة السليمة للمياه، من المرجح أن يزيد التنافس على المياه بين القطاعات وأن تتصاعد أزمات المياه من مختلف الأنواع، ما يؤدي إلى حالات طوارئ في مجموعة من القطاعات المعتمدة على المياه.

 

مجريات اليوم العالمي للمياه

في الفترة التي تسبق 22 مارس، يشارك أشخاص ومنظمات في الحملة العامة العالمية، ويستضيفون فعاليات اليوم العالمي للمياه ويروجون للموضوع بالاتصالات والدعوة ووسائط التواصل الاجتماعي.

وفي اليوم ذاته، يصدر تقرير الأمم المتحدة العالمي عن تنمية الموارد المائية ويركز التقرير على ذات موضوع الحملة، ويقدم توصيات لصانعي القرار بشأن التوجيهات السياسية.

وتصل الحملة إلى جمهور عالمي عبر الإنترنت من مليارات الأشخاص ويشارك في إطارها آلاف الأشخاص على أرض الواقع في الحوار والمناقشة، وزيادة الوعي وتوجيه عملية صنع القرار في جميع أنحاء العالم.

 

صراعات وحروب بسبب نقص المياه

ومؤخراً حذر مركز استخباراتي أميركي من أن شح المياه ينذر بأن يتحول إلى سلاح ومحرك للصراعات في الشرق الاوسط وشمال أفريقيا.

وفي تقييمه للوضع المائي في المنطقة، توقع مركز "ستراتفور" الأميركي للدراسات الإستراتيجية والأمنية أن يؤدي استفحال مشكلة الندرة في المياه، بسبب سنوات من سوء الإدارة والفراغ الأمني والنمو السكاني، إلى جعل المياه مورداً متنازعاً عليه بشكل متزايد، مما يزيد من خطر الاضطرابات الاجتماعية والعنف من قبل الجماعات المسلحة غير الحكومية والصراع بين الدول.

وقال إن "الإجهاد المائي" في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أصبح يشكل تهديداً أكثر حدة لاستقرار كل دولة على حدة والمنطقة ككل، في خضم صراع مستمر على هذا المورد الحيوي الذي يزداد ندرة ومحاولات للسيطرة عليه.

وألقى باللوم على دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بسبب ما وصفه سوء إدارتها لمواردها المائية على مدى عقود، الأمر الذي فاقم نقص المياه في المنطقة، التي يسود فيها المناخ الحار والجاف.

 

الإجهاد المائي

ومما يزيد الطين بلة -بحسب التقييم الاستخباراتي- النمو السكاني السريع الذي تشهده العديد من البلدان وأدى إلى زيادة الطلب على المياه العذبة المحدودة. وفي ضوء هذه الخلفية، أضحى الوصول إلى إمدادات المياه عاملاً من العوامل المحركة للصراع بين الدول والجهات الفاعلة غير الحكومية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، فضلاً عن كونه محفزاً للاضطرابات الاجتماعية.

يعزو ستراتفور السبب في ظاهرة الإجهاد المائي إلى التفاوت بين الموارد المائية للدول والطلب عليها. ففي الدول التي تعاني من ندرة شديدة في المياه، مثل بلدان الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، تُستغل كل الموارد المائية المتاحة تقريباً مما يجعل هذه الدول عرضة لنقص المياه إذا ما طرأت أي تغييرات في العرض أو الطلب.

وعلى الرغم من شح المياه في المنطقة، فإن هشاشة الوضع المائي تختلف من بلد إلى آخر، فعلى سبيل المثال، تتمتع بعض الدول بجريان أنهار في أراضيها، مما يمنحها ميزة على الدول التي لا تستطيع الوصول إلى مثل هذا النوع من نظام المياه السطحية، طبقاً للتقييم.

ووفقاً لتقرير صادر عن معهد الموارد العالمية في أغسطس/آب 2023، فإن أكثر الدول التي تعاني من الإجهاد المائي في العالم تشمل البحرين والكويت وقطر وعمان ولبنان، ويرجع ذلك في الغالب إلى نقص الإمدادات للاستخدام المنزلي والزراعي والصناعي. كما يشير التقرير بالتفصيل إلى أن أكثر المناطق التي تعاني من الإجهاد المائي في العالم هي منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حيث يؤثر الاستخدام المفرط للمياه على 83% من السكان.

 

أداة قمعية

ويحذر المركز الأميركي من أن الدول التي لديها فائض من المياه ستستخدم هذا المورد الحيوي "أداة قمعية" لردع الأعمال العدائية المحتملة ضدها في حال نشوب خلافات أو نزاعات، مما يهدد استقرار الدول التي تعاني من الإجهاد المائي.

ونظرا لعدم توفر المياه بشكل متزايد مع الحاجة إليها في مختلف العمليات الزراعية والصناعية، فضلاً عن الاستهلاك المحلي، فمن المرجح أن تتطلع الدول التي تعاني من ندرة المياه في البداية على الأقل إلى توقيع اتفاقيات مع الدول التي لديها إمدادات مياه أكثر.

ومع ذلك، يرى المركز في تقييمه أن القيود الجغرافية والبنية التحتية والمالية ستحد من قدرات العديد من الدول على إبرام مثل هذه الاتفاقيات. وعلاوة على ذلك، وبالنظر إلى أن الدول في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا غالباً ما تكون على خلاف دبلوماسي أو في صراع صريح، فإن "القمع المائي" سيصبح، بصورة مطَّردة، أداة إستراتيجية لممارسة القوة والتأثير على الدول الأخرى التي تعاني من نقص المياه.

 

المياه المأمونة ضرورية لمجتمعات صحيّة ومستقرّة

تلعب المياه النظيفة دوراً رئيسياً في صحة المجتمع، وقدرته على الصمود، وازدهاره، لكن الكوارث مثل الزلازل، والفيضانات، والجفاف، والصراعات، وحتى الطقس شديد البرودة، تحدّ من وصول المياه إلى الناس، والماشية، والمحاصيل التي تعتمد عليها للبقاء على قيد الحياة.

في الوقت نفسه، يؤدي عدم الحصول على المياه النظيفة وخدمات الصرف الصحي المناسبة في كثير من الأحيان إلى انتشار الأمراض المعدية مثل الكوليرا، والإسهال، والإشريكية القولونية، وغيرها من الأمراض.

من جهة أخرى، يتزايد شحّ المياه وانعدام الأمن المائي في مختلف أنحاء العالم، كما يزداد الإقرار بأنه قد يكون للمياه تأثير مضاعف لعدم الاستقرار والصراعات.  

هذه هي بعض الأسباب التي تجعل موضوع اليوم العالمي للمياه 2024 هو "المياه من أجل السلام". 

0 التعليقات:

أضف تعليقك