كانت وما زالت السند الرئيسي للدولة في توفير مياه الشرب بالكويت
عادل البدر: حقل "الروضتين" ثروة قومية
- 50 شركة تتنافس على سوق المياه بينها 11 محلية و 40 مستوردة
- العدد الكبير لشركات المياه المعبأة "حرق الأسعار" وخفض هامش الربحية
- "الروضتين" كانت السند الوحيد للدولة خلال "جائحة كورونا"
- فتح الاستيراد ومنع التصدير..أهم العقبات التي تواجه الشركات المحلية
قال الرئيس التنفيذي لشركة تعبئة مياه الروضتين عادل البدر بأن السوق الكويتي يشهد منافسة محلية شديدة بين شركات تعبئة المياه التي يصل عددها إلى 11 شركة، ناهيك عن منافسة الشركات المستوردة التي يتراوح عددها بين 35 إلى 40 شركة، ما يعني أن عدد شركات المياه العاملة في السوق المحلية يصل إلى نحو 50 شركة تتنافس في سوق محدودة للغاية.
وأضاف خلال لقاء مع "أيكونيوز" إلى أن وجود هذا العدد الكبير في عدد الشركات تسبب في "حرق الأسعار" بشكل كبير، كما أدى إلى انخفاض هامش الربح لدى الشركات المحلية إلى أدنى مستوياته.
ولفت البدر إلى أن شركة تعبئة مياه الروضتين، والتي هي شركة حكومية مملوكة للدولة بشكل غير مباشر، كانت وما زالت هي السند الرئيسي في توفير مياه الشرب للدولة، فهي الشركة الوحيدة التي تملك مصدر المياه الجوفية بالكويت، وهو الماء الوحيد النقي لحقل الروضتين الواقع على مساحة تبلغ 50 كيلومتر مربع في شمال الكويت.
وأضاف: تأسست شركة "الروضتين" من خلال الهيئة العامة للاستثمار قبل أن تنتقل ملكيتها للمؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية في نهاية الثمانينات، حيث أصبحت التأمينات تمتلك نسبة قدرها 70% من الشركة، بينما يمتلك البنك الصناعي الكويتي 30%، علماً بأن البنك الصناعي الكويتي مملوك للهيئة العامة للاستثمار.
ثروة قومية
وأكد البدر أنه عندما تم اكتشاف حقل الروضتين عام 1948 تم تصنيفه كثروة قومية كالنفط، واستمر هذا الحقل يخدم الكويت منذ ذلك الحين إلى يومنا هذا، بدليل أن شركة "الروضتين" كانت السند الوحيد للدولة خلال "جائحة كورونا"، كما أنها تعد داعماً رئيسياً لوزارة الكهرباء في حال حصول أي طارئ لمياه الشرب في الكويت (لا قدر الله).
نمو متسارع
لفت البدر إلى أن صناعة الماء تشهد نمواً متسارعاً على مستوى العالم ككل، حيث يبلغ حجم صناعة المياه في الكويت نحو 1.1 مليار دولار وبمعدل نمو 4.9%، بينما بلغ حجم صناعة المياه في الخليج بنهاية العام 2020 نحو 4.5 مليار دولار أمريكي، فيما يتوقع أن يصل معدل النمو الخليجي إلى 11% خلال الفترة من 2021 إلى 2026، أما على المستوى العالمي فيبلغ حجم النمو في أمريكا 6.3% سنوياً، مضيفاً أنه على الرغم من أن معدل النمو في هذه الصناعة يسير بشكل ثابت إلا أن هامش الربح فيها يعتبر منخفضاً.
العقبات والمعوقات
وحول أهم العقبات والمعوقات التي تواجه شركات تعبئة المياه في الكويت، أكد البدر أن أول هذه المعوقات يتمثل في العدد الكبير من التراخيص الجديدة الصادرة لشركات صغيرة، ما يجعل المنافسة شديدة بشكل يؤدي إلى حرق الأسعار، علماً بأن العديد من الشركات تقوم بتعبئة المياه من مياه الدولة ومن ثم بيعها إلى المستهلك.
أما العائق الآخر الذي تطرق له البدر، فهو فتح السوق الكويتية أمام استيراد المياه بحيث يتم استيراد ما بين 35 إلى 40 صنفاً من المياه المعبأة، في مقابل منع الشركات المحلية من تصدير المياه من الكويت، وهو ما يشكل عائقاً آخر يضاف إلى العوائق السابقة.
عدد المنتجات
وحول عدد منتجات "الروضتين"، قال البدر: عندما تسلمنا الشركة في العام 2019 كان عدد منتجات مصنع الروضتين بحدود 19 منتج فقط، أما اليوم فقد وصل عدد منتجاتنا إلى 110 منتج، ونحن في الشركة نؤمن أن الشركة لن تنمو إلا باستمرار التطور، والتطور لا يكون إلا من خلال إضافة المزيد من المنتجات الجديدة، لذلك نسعى دائماً نحو الابتكار وتقديم المنتجات الجديدة الصحية والملائمة للشباب والمستهلكين بعيداً عن استخدام السكر بحيث تكون أقرب إلى المنتجات العضوية.
الحصة السوقية
وأضاف أن "الروضتين" تسيطر حالياً على نسبة تتراوح بين 18 إلى 20% من إجمالي السوق المحلية، ونحتل المرتبة الثالثة من السوق، لكنها تستهدف الوصول إلى المرتبة الأولى وبحصة سوقية لا تقل عن 25%، خاصة وإنها في مرحلة إعادة البناء في الفترة الحالية.
وتابع: قمنا بوضع خطة استراتيجية للسنوات من 2021 إلى 2026 تهدف إلى نقل الشركة ووضع مبادئ الحوكمة والنظام الإلكتروني بالكامل، خاصة وأننا نعتقد أن مبادئ الحوكمة والشفافية تكون واضحة كلما كان نظام العمل بالشركة واضحاً، لأن ذلك يعني قدرة أكبر على الوصول للمعلومات من قبل المراقبين والمدققين، خاصة وأن الشركة خاضعة لديوان المحاسبة ولجهاز المراقبين وجهاز الرقابة المالية وإلى لجنة حماية المال العام بمجلس الأمة.
شهادات الجودة
وحول جودة مياه "الروضتين" أكد البدر أن الشركة حاصلة على شهادة الجودة الآيزو، كما أنها تخضع لفحوصات شاملة ودورية وعشوائية من قبل وزارة الكهرباء والماء والهيئة العامة للغذاء وبلدية الكويت، بالإضافة إلى وجود تعاون مع مختبرات عالمية، مضيفاً بأن مختبرات الشركة أصبحت مؤهلة لدرجة أنها أصبحت قادرة على تقديم شهادات الجودة للآخرين.
مفهوم الاستدامة
ومضى البدر يقول: بالإضافة إلى ذلك كله، قطعت الشركة شوطاً كبيراً في سبيل تحقيق مفهوم الإستدامة، وذلك من خلال تطوير عبوات البلاستيك، والعبوات الزجاجية والعبوات المعدنية، فيما تدرس كذلك استخدام عبوات الألمنيوم في المستقبل القريب.
وتابع: بدأنا بالتفكير بالتوجه نحو الطاقة الشمسية لكن وفق معايير محددة، إذ لا زالت تكلفة تحويل المصنع إلى الطاقة الشمسية تعادل 10 أضعاف التكلفة الحالية، خاصة وأن الكهرباء في الكويت مدعومة من الدولة، لذلك لم تكن فكرة استخدام الطاقة الشمسية مجدية من الناحية المادية، لا سيما مع وجود المعوقات التي تحدثنا عنها في السوق المحلي.
مياه الآبار الجوفية
وفي تعليقه على ما يشاع عن مياه الآبار وعدم صلاحيتها للاستخدام الآدمي، نفى البدر هذا الأمر، مؤكداً في ذات الوقت على أن المياه الجوفية لا تنتهي صلاحيتها، فهناك مياه آبار موجودة من آلاف السنين، وهذه المياه قد اعتمد عليها الكثير من آبائنا وأجدادنا ممن كانوا يعيشون في الصحراء، والإنسان القديم كان يعتمد في شربه على مياه الكهوف ومياه الآبار، خاصة وأن هذه المياه الطبيعية هي من صنع الله ومحفوظة في خزانات أرضية من صنع الله بين الصخور والأحواض الصخرية تحت الأرض.
وتابع يقول: بشكل عام فإن المياه المخزنة في بيئة صحية سليمة وليست عرضة لأشعة الشمس المباشرة أو درجات الحرارة العالية، فليس لها تاريخ صلاحية معين، حتى لو كانت المياه مخزنة في علب PET.
خطط التوسع
وحول خطط الشركة للتوسع محلياً وخارجياً، قال البدر أن الشركة وضعت استراتيجية للتوسع من خلال التوسع في صناعة المياه والمشروبات الغازية على الصعيد المحلي، فيما تتركز خططها للتوسع خارجياً على فتح أسواق لمنتجاتنا الجديدة المتمثلة بالمياه الغازية والعصائر والمشروبات الغازية الباردة التي أصبحت الشركة تنتجها مؤخراً، وذلك كله انطلاقاً من السوق المحلية بالدرجة الأولى.
فائض الإنتاج
أما فيما يتعلق بفائض إنتاج الشركة من المياه، فأكد البدر على أن الشركة ليس لديها فائض في الإنتاج، ذلك أنها تعتمد في إنتاجها على دراسات وتوقعات إدارة المبيعات بالشركة، بمعنى أنها تقوم بالإنتاج بعد تقييم الكميات المطلوبة للمبيعات سواء بشكل أسبوعي أو شهري أو ربع سنوي، وبناء على ذلك يتم بناء خطة توفير المواد الأولية كذلك، علماً بأنها تقوم بتوفير رصيد آمن لمدة أسبوع أو أكثر لبعض منتجات المياه لعملائها المميزين، وبمجرد استهلاك هذا المخزون يتم تحديث كميات احتياطية أخرى.
المواد الأولية التي نعتمد عليها يتم توفيرها من خلال شركة زميلة مملوكة لشركة الروضتين وهي شركة "قاروه" لصناعة تعبئة البلاستيك.
المسئولية الاجتماعية
قال عادل البدر أن الإدارة التنفيذية الحالية تسلمت الشركة في العام 2019 أي قبل فترة قصيرة من جائحة كورونا، حيث كانت الشركة الوحيدة الداعمة للجهات الحكومية العسكرية والمدنية والصحية، وذلك من خلال توزيع المياه على كافة تلك الجهات بالمجان، انطلاقاً من المسؤولية الاجتماعية.
إعادة تدوير العبوات
أكد البدر أن الشركة تقوم بإعادة تدوير عبوات PET، الأمر الذي يجعل تكلفة إنتاج العبوة المعاد تدويرها أعلى من السعر العادي، في حين أن المنتجات المستوردة لا تلتزم بهذا الأمر، مطالباً في هذا الصدد بضرورة إصدار قوانين تفرض على جميع الشركات على حد سواء، وبالذات على المنتجات المستوردة من الخارج والتي قد تكون أقل جودة وأقل مستوى.
0 التعليقات:
أضف تعليقك