• رئيس التحرير: ماجد التركيت
الأحد 09/مارس/2025

ندرة المياه.. الأزمة التي لا ينتبه لها أحد

ندرة المياه.. الأزمة التي لا ينتبه لها أحد

في عالمنا اليوم، حيث تشتد الأزمات وتتداخل التحديات، تطفو على السطح قضايا كثيرة تتصدر العناوين، من الحروب إلى الأزمات الاقتصادية. لكن وسط هذا الضجيج، هناك أزمة تتفاقم بصمت، أزمة لا تدق الأجراس ولا تحظى بالاهتمام الكافي، لكنها قد تكون الأخطر على الإطلاق: أزمة ندرة المياه.

 

الماء.. الثروة التي تتلاشى!

عندما نتحدث عن المياه، يتبادر إلى الذهن صور البحار والمحيطات والأنهار المتدفقة، فنعتقد أن هذه الثروة لا تنضب. لكن الحقيقة مختلفة تماماً. 3.6 مليار شخص حول العالم يعانون نقصاً في المياه لمدة شهر واحد على الأقل سنوياً، وهذه الأزمة مرشحة للتفاقم، إذ من المتوقع أن يرتفع الرقم إلى أكثر من 5 مليارات بحلول عام 2050.

 

الأمر ليس مجرد أرقام وإحصائيات، بل واقع مرير يعيشه الملايين يومياً. قرى بأكملها تبحث عن قطرة ماء، ومزارعون يشاهدون أراضيهم تجف دون حول لهم ولا قوة، ومدن كبرى تستعد لسيناريوهات "اليوم صفر"، حيث تفتح الصنابير ولا تجد شيئاً.

 

عالم يعطش.. ولا يتحرك!

رغم تحذيرات الأمم المتحدة والتقارير العلمية التي تدق ناقوس الخطر، لا يزال التعامل مع أزمة المياه يسير ببطء شديد. الحكومات غارقة في معاركها السياسية، والشركات الكبرى تستنزف الموارد المائية بلا حساب، فيما تستمر المجتمعات في استخدام المياه وكأنها لا تنفد أبداً.

 

التغير المناخي يزيد الطين بلة، فموجات الجفاف تتكرر بوتيرة غير مسبوقة، وتغير أنماط الطقس يجعل الأمطار شحيحة في مناطق كانت تعتمد عليها كمصدر رئيسي للمياه. والأخطر من ذلك، أن المياه أصبحت سلاحاً في النزاعات السياسية، حيث تتنازع الدول على الأنهار والبحيرات كما تتنازع على النفط والحدود.

 

هل نحن مقبلون على حروب المياه؟

قد يبدو الأمر درامياً، لكنه ليس مستبعداً. في بعض المناطق، المياه لم تعد مورداً طبيعياً، بل ورقة ضغط سياسية تُستخدم لتحقيق المصالح. ومن يدقق في الأوضاع الإقليمية، يدرك أن النزاعات حول الموارد المائية قد تكون شرارة لصراعات مستقبلية لا تقل خطورة عن الحروب النفطية.

 

الحل بين أيدينا.. لكن هل نتحرك؟

الأمل لم يضِع بعد، فهناك حلول قابلة للتطبيق. الدول التي تعاني من شح المياه يمكنها الاستثمار في تحلية مياه البحر، وإعادة تدوير المياه العادمة، وتبني تقنيات الزراعة الذكية التي تقلل استهلاك المياه. كذلك، لا بد من فرض قوانين تحمي الموارد المائية من الهدر والتلوث، وتشجيع الأفراد على ترشيد استهلاك المياه.

 

لكن السؤال الأهم: هل نتحرك الآن، أم ننتظر حتى نجد أنفسنا في صحراء عطشى، حيث الماء أغلى من الذهب؟

 

الخاتمة: مياهنا.. مسؤوليتنا!

أزمة المياه ليست بعيدة، وليست مجرد مشكلة تخص دولاً فقيرة أو مناطق بعيدة. إنها أزمة عالمية، تمس الجميع دون استثناء. تجاهلها اليوم يعني دفع ثمن باهظ غداً. فهل نتصرف بحكمة، أم نواصل إهدار أهم مورد في حياتنا حتى يأتي اليوم الذي ندرك فيه الحقيقة متأخرين جداً؟

لكن بفضل الله علينا أدركت حكومتنا أهمية ذلك فبدأت منذ الستينات في تشييد محطات تحلية المياه لحل المشكلة جذرياً (كما سَيَرد في ثنايا هذا العدد) فالكويت يملك أكبر محطات في العالم لتحلية المياه. 

 

دمتم بود.

0 التعليقات:

أضف تعليقك