• رئيس التحرير: ماجد التركيت
الأحد 09/مارس/2025
الكويت في فبراير.. غير

من حسن الطالع أن تستضيف الكويت خلال هذه الفترة اكثر من حدث في آن واحد، فبينما تستعد لاستضافة معرض الصناعات السعودية، فإنها قد تزينت بانطلاقة مهرجان "يا هلا" الذي يمتد على مدى 70 يوما متواصلة، فضلاً عن اختيار الكويت عاصمة للثقافة العربية.
فأما معرض الصناعات السعودية فإنه يأتي ليعكس عمق الروابط التاريخــية والأخـوية بـين دولـة الكويت والمملكة العربية السعودية الشقيقة، تلك العلاقات التي امتدت على مدى أكثر من 130 عامًا، والتي تميزت بخصوصيتها الفريدة المبنية على الأخوة ووحدة المصير، متجاوزة مفاهيم علاقات الجوار التقليدية إلى علاقة قائمة على قواسم مشتركة ومواقف تاريخية صلبة.
تعود جذور العلاقات الكويتية السعودية إلى عام 1891، حيث أسس الآباء المؤسسون للبلدين أسسًا راسخة من التعاون والمحبة، أثمــرت عن شراكة قوية رسمية وشعبية انعكست على مخــتلف المــجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وما نشهده اليــوم ليـس سوى استمرار لهذا الإرث العريق، في ظل قيادة حكيمة تسعى دائمًا إلى تعزيز هذه العلاقات وتطويرها.
إن مــعــرض الصـــناعات السـعودية ليــس فــقـط منـصة للتعريف بالصــناعات الســعودية، بل هو خـطوة نحو تعزيز التعاون الاقتصادي بين بلدينا، وفتح آفاق جديدة للشراكات التجارية.
كما نحتفي اليوم بإطلاق مهرجان التسوق “ياهلا”، الذي يمثل جهدًا كبيرًا من قطاع خاص وجهدا تطوعياً من قبل الشباب الكويتي الطموح لإعادة إحياء مهرجانات التسوق، والتي تسهم في تنشيط مختلف القطاعات الحيوية في البلاد. 
فالمهرجان يشـمل جــميع القــطاعات التـجارية بالكويت بدءا من الجمعيات لتــعاونية والأسـواق المركزية، الأماكن الترفيـهية، المطــاعم والكافــيهات، والمجمعات التجارية.. وغيرها.
“ياهلا” هو أكثر من مجرد مهرجان؛ فهو حركة اقتصادية وثقافية شاملة تحرك عجلة التنمية السياحية في البلاد.
ولا يمكننا أن نغفل عن الإشادة بالدور البارز الذي تقوم به الشيخة أمثال الأحمد الجابر الصباح، رئيسة لجنة المناسبات الوطنية، التي دعمت هذه المبادرات وساهمت في تعزيز روح العمل الوطني. كما نتوجه بالشكر إلى الأخ فيصل الشايجي الجندي المجهول على جهوده الكبيرة والمخلصة في تنظيم هذه الفعاليات وإنجاحها.
في ذات الوقت، نحــتفي كذلك باخــتيار الكويت عاصمة للثقافة العربية، وهو إنجاز يعكس المكانة الثقافية الرفيعة لدولتنا الحبيبة، التي لطالما كانت حاضنة للإبداع ومنارة للفكر والعلم في العالم العربي.
هذا التكريم يأتي تتويجًا لمسيرة طويلة من العمل الثقافي المميز الذي ارتبط باسم الكويت، بفضل جهود قياداتها ومبدعيها، وعلى رأســهم وزير الإعلام والثــقافة الدكـتور عبدالرحمن المطيري، الذي لم يدخر جهدًا في دعم الثقافة الوطنية وتعزيز حضورها على الساحة العربية والدولية.
لقد أرسى ذلك رؤية واضحة للثــقافة، جـعلت منها أداة أساسية لتعزيز الهوية الوطنية، وتطوير المشهد الثقافي من خلال مبادرات نوعية ومشاريع طموحة شملت مختلف مجالات الفنون والآداب.
ان اختيار الكويت عاصمة للثقافة العربية هو شهادة على غنى الكويت الثقافي، الممتد عبر عقود طويلة، من خلال مؤسساتها الرائدة مثل المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، والمكتبة الوطنية، والمسرح، والإصدارات الأدبية التي أصبحت جزءًا لا يتجزأ من الذاكرة الثقافية العربية.
هذا الإنجاز يحملنا مسؤولية كبيرة للاستمرار في مسيرة التميز، من خلال تشجيع الإبداع الشبابي، وإقامة فعاليات ثقافية مميزة، تعكس روح الكويت وتاريخها العريق، وتجسد دورها كمنصة تجمع بين الأصالة والحداثة.
ختامًا، نسجل الأعتزاز والتقدير لكل من ساهم في تحقيق هذا الإنجاز الوطني، ونتطلع إلى رؤية المزيد من المبادرات الثقافية التي ترسخ مكانة الكويت كمنارة إشعاع ثقافي وفكري.
ونتطلع إلى استمرار التعاون بين الكويت والمملكة العربية السعودية فــي كل المجــالات، لما فيـه خير ورفعة البلدين الشقيقـين في ظــل قــيـادة حضرة صاحب السمو الأمير الشيخ/ مشعل الأحمد الجابر الصباح و أخيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظهما الله.

دمتم بود،،،

0 التعليقات:

أضف تعليقك