• رئيس التحرير: ماجد التركيت
الثلاثاء 26/نوفمبر/2024

الطاقة المستدامة تفتح فرصاً جديدة لسوق العمل

الطاقة المستدامة تفتح فرصاً جديدة لسوق العمل

رئيسة الجمعية الكويتية للطاقة المستدامة المهندسة سعاد الحسين لـ "ايكونيوز": الطاقة المستدامة تفتح فرصاً جديدة لسوق العمل

50% من الكهرباء في الكويت من الطاقة الشمسية في 2050  

  •  تعزيز ثقافة الاستدامة لدى الأفراد والمؤسسات ضرورة ملحة 
  • تعزيز الوعي بأهمية تنويع مصادر إنتاج الطاقة يعززان مفهوم الطاقة المستدامة 
  • الزيادة السكانية والتطور العمراني يرفعان الطلب على الطاقة بشكل مستمر
  • الطاقة المستدامة تساهم بشكل كبير في الحفاظ على المخزون النفطي 
  • تكلفة الطاقة المستدامة انخفضت بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة 
  • للقطاع الخاص دور محوري في التحول نحو الطاقة المستدامة

 

كتب مبارك الشعلان: 

 أكدت رئيسة الجمعية الكويتية للطاقة المستدامة المهندسة سعاد الحسين التزام الكويت بالتحول إلى الطاقة المستدامة في عام 2050، حيث تستهدف انتاج 50 % من إنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية. 

 وبينت الحسين في لقاء أجرته "ايكونيوز" حول الطاقة المستدامة وأهميتها في الكويت إلى أن الجمعية الكويتية للطاقة المستدامة المشهرة في عام 2022، تستهدف تعزيز الوعي بأهمية تنويع مصادر إنتاج الطاقة وتنظيم ورش عمل بالتعاون مع الهيئة العامة للشباب والجهات العلمية المعنية، ونشر الوعي في مجال الطاقة المتجددة، كما تسعى إلى تشجيع القطاع الخاص على إنشاء مشروعات تعتمد على الطاقة المستدامة وتأهيل قوة عمل وطنية في مجالات الطاقة المتجددة. 

 وفي استعراضها للفوائد الكبيرة والواسعة التي تقدمها الطاقة المستدامة، بينت الحسين أن   الطاقة المستدامة تفتح فرصاً جديدة لسوق العمل، حيث تساهم في خلق وظائف متخصصة في مجالات التكنولوجيا الخضراء، الصيانة والتطوير، كما تساعد الكويت على مواكبة التطورات العالمية في مجال الطاقة النظيفة، مما يجعلها لاعباً مهماً في سوق الطاقة المتجددة الإقليمي.

وأشارت إلى أن تعزيز سوق العمل بهذه المجالات يساهم في تنويع الاقتصاد ويقلل من الاعتماد على العمالة الوافدة، مما يدعم الشباب الكويتي ويوفر فرص عمل مبتكرة تتماشى مع رؤية التنمية المستدامة للبلاد.

وأشارت إلى أن الطاقة المستدامة في الكويت تقلل تلوث الهواء الناتج عن حرق النفط في محطات توليد الكهرباء، ما يحسن جودة الهواء والصحة العامة ويجعل الحياة أكثر راحة واستدامة. 

  وحول التحديات التي تواجه تطبيق مفهوم الطاقة المستدامة، أوضحت الحسين أن الوعي المجتمعي بضرورة التثقف البيئي وأهمية التحول إلى الطاقة المستدامة من بين أهم التحديات، مبينة أنه على الرغم من الجهود المتواصلة، لا يزال هناك حاجة لتعزيز ثقافة الاستدامة لدى الأفراد والمؤسسات.

كما أن الزيادة السكانية والتطور العمراني في الكويت، ضمن خطط بناء "كويت حديثة "، ترفع الطلب على الطاقة بشكل مستمر، مما يستدعي تسريع جهود التحول إلى الطاقة المستدامة لتحقيق كفاءة أكبر وتقليل التأثير البيئي.

 وفيما يلي التفاصيل..

 

 تنويع مصادر الطاقة

- بداية، هل لنا أن نتعرف على الجمعية الكويتية للطاقة المستدامة؟

- تأسست الجمعية الكويتية للطاقة المستدامة في مارس 2022، بموجب القرار الوزاري رقم (3أ) لسنة 2022، وتم الإعلان عن إشهارها في الجريدة الرسمية "الكويت اليوم".

وتهدف الجمعية إلى تعزيز الوعي بأهمية تنويع مصادر إنتاج الطاقة، وتنظيم ورش عمل بالتعاون مع الهيئة العامة للشباب والجهات العلمية المعنية، ونشر الوعي في مجال الطاقة المتجددة، كما تسعى إلى تشجيع القطاع الخاص على إنشاء مشروعات تعتمد على الطاقة المستدامة، وتأهيل قوة عمل وطنية في مجالات الطاقة المتجددة من خلال النشر والمحاضرات، وتبادل المعلومات مع الجمعيات ذات العلاقة في الدول الأخرى، ونشر آخر الأبحاث والمستجدات العلمية في هذا المجال.

 

- ما هو مفهوم الطاقة المستدامة، وكيف تختلف عن الطاقة المتجددة؟

- في الكويت والخليج، الطاقة المستدامة تتعلق بتأمين مصادر طاقة تلبي احتياجاتنا الحالية والمستقبلية دون استنزاف مواردنا أو الإضرار ببيئتنا. الطاقة المتجددة هي أحد أركان الطاقة المستدامة، مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، وتُعتبر مناسبة في بيئتنا الخليجية، خاصة مع توفر الشمس والرياح بشكل كبير.

 

فوائد متنوعة

- ما هي الفوائد البيئية والاقتصادية التي تقدمها الطاقة المستدامة؟ 

- تقدم الطاقة المستدامة فوائد واسعة تتجاوز التأثيرات البيئية، حيث تساهم بشكل كبير في الحفاظ على المخزون النفطي عبر تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري، ما يعزز من استدامة هذه الموارد للأجيال القادمة. فمن الناحية البيئية، يقلل الاعتماد على الطاقة المستدامة من انبعاثات الغازات الدفيئة، ويحسن جودة الهواء ويحد من التلوث، مما يعود بالفائدة على الصحة العامة في الكويت. 

وعلى الجانب الاقتصادي، تفتح الطاقة المستدامة فرصاً جديدة لسوق العمل، حيث تساهم في خلق وظائف متخصصة في مجالات التكنولوجيا الخضراء، الصيانة والتطوير، كما تساعد الكويت على مواكبة التطورات العالمية في مجال الطاقة النظيفة، مما يجعلها لاعباً مهماً في سوق الطاقة المتجددة الإقليمي. 

إن تعزيز سوق العمل بهذه المجالات يساهم في تنويع الاقتصاد ويقلل من الاعتماد على العمالة الوافدة، مما يدعم الشباب الكويتي ويوفر فرص عمل مبتكرة تتماشى مع رؤية التنمية المستدامة للبلاد.

 

جودة الهواء والوعي المجتمعي

- كيف يمكن للطاقة المستدامة أن تساهم في تحسين جودة الحياة وتقليل التلوث؟ 

- في الكويت، يقلل الاعتماد على الطاقة المستدامة من تلوث الهواء الناتج عن حرق النفط في محطات توليد الكهرباء، ما يحسن جودة الهواء والصحة العامة ويجعل الحياة أكثر راحة واستدامة.

- ما أبرز التحديات التي تواجه انتشار الطاقة المستدامة في الكويت؟ 

- في الكويت، نواجه تحديات خاصة، من أبرزها الوعي المجتمعي بضرورة التثقف البيئي وأهمية التحول إلى الطاقة المستدامة. وعلى الرغم من الجهود المتواصلة، لا يزال هناك حاجة لتعزيز ثقافة الاستدامة لدى الأفراد والمؤسسات.

كما أن الزيادة السكانية والتطور العمراني في الكويت، ضمن خطط بناء "كويت حديثة "، ترفع الطلب على الطاقة بشكل مستمر، مما يستدعي تسريع جهود التحول إلى الطاقة المستدامة لتحقيق كفاءة أكبر وتقليل التأثير البيئي.

ومن أهم أهداف الجمعية الكويتية للطاقة المستدامة أن تكون الذراع المجتمعي الداعم لنشر الوعي، إذ نعمل على إطلاق مبادرات تعليمية وورش عمل لتثقيف المجتمع وتعزيز الفهم بأهمية الطاقة النظيفة، لضمان أن يكون التحول نحو الاستدامة جزءاً من وعي وأسلوب حياة الجميع في الكويت.

 

- كيف يمكن التغلب على مشكلة التكلفة العالية لبعض أنواع الطاقة المستدامة؟

-في الواقع، تكلفة الطاقة المتجددة أصبحت تُعتبر متوسطة، وقد شهدت انخفاضاً ملحوظاً خلال السنوات الأخيرة بسبب المنافسة الكبيرة والمتسارعة بين الدول المصنعة لتقنيات الطاقة المتجددة، مما ساهم في جعلها أكثر إتاحة على مستوى الأفراد والمؤسسات.

 وتسعى الجمعية الكويتية للطاقة المستدامة إلى توفير الدعم الحكومي والخاص للأفراد وأصحاب السكن الراغبين في التحول إلى الطاقة المتجددة، من خلال تقديم الحوافز المالية وتسهيل الوصول إلى تقنيات الطاقة الشمسية. 

كما تعمل الجمعية على تعزيز التوعية حول الفوائد الاقتصادية للطاقة المتجددة على المدى الطويل، مما يساعد على تخفيف العبء المالي ويشجع المزيد من الكويتيين على اعتماد الطاقة النظيفة في حياتهم اليومية.

 

- ما هي أحدث التقنيات في مجال الطاقة الشمسية أو طاقة الرياح التي يمكن أن تسرع التحول إلى الطاقة المستدامة؟

-شهدت تقنيات الطاقة الشمسية والرياح تطوراً كبيراً في السنوات الأخيرة، مما جعلها أكثر كفاءة وفعالية. ففي مجال الطاقة الشمسية، ارتفعت كفاءة الألواح الشمسية بشكل ملحوظ، مما ساهم في زيادة كمية الطاقة المنتجة وتخفيض التكاليف.

أما في مجال طاقة الرياح، فقد تطورت تصميمات التوربينات بشكل كبير، حيث أصبحت أكثر كفاءة من خلال تحسينات في حجم التوربينات وتصميمها وتصميم المحولات الكهربائية، مما يزيد من قدرتها على توليد الطاقة بكفاءة عالية.

كما أصبحت التوربينات الجديدة تتميز بتقليل مستوى الضوضاء، مما يجعلها أكثر قبولاً في المناطق القريبة من السكان ويزيد من انتشارها كحل عملي للطاقة المستدامة. 

هذه التطورات تجعل تقنيات الطاقة المتجددة أكثر مواءمة وفاعلية لدعم تحول الطاقة في الكويت والخليج.

 

- ما هو دور الحكومات في دعم وتطوير مصادر الطاقة المستدامة؟

-تلعب الحكومات دورا حاسماً في دعم وتطوير مصادر الطاقة المستدامة من خلال وضع السياسات والتشريعات وتوفير الدعم المالي والتقني، ونحن نثمن دور وإجراءات حكومة الكويت في الحرص على تحقيق رؤية البلاد الطموحة في مجال الطاقة المستدامة.

 وفي مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي التاسع والعشرين (29COP ( المنعقد في باكو، أذربيجان، ألقى سمو ولي العهد الشيخ صباح خالد الحمد الصباح، ممثلاً عن حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، كلمة دولة الكويت، أكد خلالها التزام الكويت بتحقيق نسبة 50% من إنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية بحلول عام 2050.

كما أشار سموه إلى سعي الكويت لإدخال تقنيات منخفضة من الكربون وتطوير شراكات طويلة الأجل لاستثمار فرص الطاقة المستدامة.

وهذه التوجيهات تعكس التزام القيادة الكويتية بتحقيق التنمية المستدامة وضمان مستقبل أفضل للأجيال القادمة.

إن دعم الحكومة الكويتية للمشاريع والمبادرات في مجال الطاقة المتجددة يشكل حافزاً قوياً للقطاعين العام والخاص للعمل معاً نحو تحقيق هذه الأهداف الطموحة، ويعزز رؤية الكويت كدولة رائدة في مجال الاستدامة البيئية.

 

- هل هناك نماذج لدول نجحت في التحول نحو الطاقة المستدامة يمكننا أن نتعلم منها؟

نعم، هناك عدة نماذج يمكن أن نتعلم منها، بدءاً بالمملكة العربية السعودية التي أطلقت مبادرات طموحة في إطار "رؤية 2030"، ومنها مشروع "مدينة نيوم" التي تعتمد بشكل أساسي على الطاقة المتجددة، بالإضافة إلى مشاريع طاقة شمسية واسعة النطاق مثل مشروع "سكاكا". 

كما أن الكويت خطت خطوات بارزة عبر مشروع مجمع الشقايا للطاقة المتجددة، الذي يهدف إلى إنتاج طاقة نظيفة باستخدام تقنيات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، مما يُعد نموذجاً رائداً في المنطقة. وفي جمهورية مصر العربية، تمثل محطة "بنبان" للطاقة الشمسية أحد أكبر المشاريع في العالم، حيث توفر كهرباء نظيفة وتدعم الاقتصاد المحلي بفرص العمل والتدريب، ما يجعلها نموذجاً يُحتذى به في تحقيق التنمية المستدامة من خلال الطاقة النظيفة.

 

- ما هو دور القطاع الخاص في الاستثمار وتطوير مشاريع الطاقة المستدامة؟

 - يلعب القطاع الخاص دوراً محورياً في التحول نحو الطاقة المستدامة من خلال الاستثمار في مشاريع الطاقة النظيفة ودعم الابتكار في هذا المجال. 

من أهم أشكال الدعم أن يبدأ القطاع الخاص بتبني الطاقة المتجددة في منشآته، مثل مجمعات التسوق والمصانع والمزارع، من خلال الاعتماد على الطاقة الشمسية، ما يعزز ثقافة الاستدامة ويقلل من استهلاك الطاقة التقليدية.

إضافة إلى الاستثمار المباشر، يتجسد دور القطاع الخاص أيضاً في التعامل مع الشركات الكويتية المتخصصة في الطاقة المتجددة ومنحها الثقة، حيث تتمتع هذه الشركات بكفاءات وطنية قادرة على تقديم حلول فعالة.

إن الاستثمار في هذه الشركات يساهم في بناء القدرات المحلية، وتعزيز الاعتماد على الكوادر الوطنية المتخصصة، وخلق فرص عمل جديدة، بما يدعم الاقتصاد الوطني ويعزز التحول المستدام في الكويت.



كوادر

حلول مستدامة 

أكدت الحسين أن الجمعية الكويتية للطاقة المستدامة لها دور مهم في التوعية بأهمية الطاقة المتجددة وتأثيرها الإيجابي على البيئة والاقتصاد. حيث تقوم بتنظيم ورش عمل وحملات توعوية تستهدف الأفراد والعائلات لشرح فوائد حلول الطاقة المستدامة مثل تركيب الألواح الشمسية في المنازل واستخدام السيارات الكهربائية. كما تسعى للتعاون مع الجهات الحكومية لتقديم حوافز للأفراد من أجل تبني هذه الحلول في حياتهم اليومية.

 

سوق العمل وخلق الوظائف

أوضحت الحسين أن الجمعية الكويتية للطاقة المستدامة تعمل على دعم وتأهيل الكوادر الوطنية للالتحاق بسوق العمل في قطاع الطاقة المتجددة. ومن خلال برامج تدريبية وشهادات متخصصة، نسهم في توفير كفاءات محلية قادرة على تشغيل وصيانة أنظمة الطاقة النظيفة، مما يعزز فرص العمل للكويتيين ويقلل من الاعتماد على العمالة الوافدة، ويخلق مستقبلاً مستداماً للقطاع.

 

مستقبل مستدام للأجيال القادمة

 قالت الحسين أن الجمعية الكويتية للطاقة المستدامة ملتزمة ببناء وعي مجتمعي تجاه أهمية الطاقة المستدامة من أجل بيئة نظيفة ومستقبل آمن. كما تعمل على إطلاق مبادرات ومشاريع تعليمية تهدف إلى تثقيف الأجيال الصاعدة حول دور الطاقة المتجددة وأهميتها، لضمان أن تكون الأجيال القادمة مؤهلة للحفاظ على استدامة الموارد الطبيعية في الكويت، وتوجيه المجتمع نحو نمط حياة مستدام يضمن بيئة صحية وآمنة.

 

تقليل الفقر وتحسين ظروف المعيشة

بينت الحسين أن التحول للاستدامة الاقتصادية سيؤدي إلى تقليل التكاليف التشغيلية للطاقة في الكويت، ما يؤدي إلى تحسين الظروف المعيشية، وفتح فرص عمل جديدة تزيد من الدخل الأسري، خاصة في المجتمعات الريفية.



مكافحة التغير المناخي 

لفتت الحسين أن التحول إلى الطاقة المستدامة يقلل من انبعاثات الكربون ويحد من آثار التغير المناخي، خاصة في الكويت حيث يسهم خفض الاعتماد على النفط في خفض بصمتنا الكربونية.

 

-  كيف يمكن للطاقة المستدامة أن تساعد في بناء مستقبل مستدام للأجيال القادمة؟

 من خلال تعزيز الاعتماد على مصادر طاقة نظيفة ومستدامة، يمكن للكويت أن تضمن استدامة الموارد وتقليل الأثر البيئي، مما يوفر بيئة نظيفة وآمنة لأجيالنا القادمة.

0 التعليقات:

أضف تعليقك