في عالم اليوم، تحولت الرياضة من مجرد نشاط ترفيهي إلى محرك اقتصادي قوي، وأصبحت بلغة الأرقام رافداً مهماً في التنمية الاقتصادية، حيث تسهم بشكل مباشر في رفع معدلات الناتج الإجمالي للدول.
لم تعد الرياضة تقتصر على الملاعب والساحات كوسيلة للتسلية والترفيه، بل أصبحت قوة دافعة للاقتصاد تخلق فرصاً جديدة لتنمية الإيرادات الوطنية، وتحفيز الاستثمارات، وزيادة التوظيف ونمو أسواق العمل.
لقد أدركت الدول الأوروبية منذ عقود طويلة مضت أهمية الرياضة، فبدأت بمعالجة الرياضة من منظور اقتصادي واجتماعي، حيث أصبحت قاطرة تنموية تساهم في تحقيق الاستقرار الاقتصادي والتكامل الاجتماعي.
هذه النظرة أثارت اهتمام دول الخليج العربي، التي تعمل ضمن رؤى مستقبلية طموحة مثل رؤية السعودية 2030، على تعزيز سياسات التنويع الاقتصادي ودعم نمو القطاعات غير النفطية.
الآفاق السوقية المتنامية:
ينمو الحجم الاقتصادي للرياضة على مستوى العالم بوتيرة ملحوظة، وأصبح قطاعاً مثيراً لانتباه المستثمرين وصناع القرار الاقتصادي، ووفقاً لدراسة أعدها الاتحاد الأوروبي قبل عقد من الزمن، تشكل الرياضة حوالي 2% من الناتج الإجمالي للدول الأوروبية، وتحقق آثاراً مضاعفة تصل إلى 3% في قطاعات أخرى كالثقافة، والتعليم، والضيافة.
وفي سياق آخر، أظهرت إحصائيات شركة “Research and Markets” أن سوق الرياضة العالمية بلغت قيمته أكثر من نصف تريليون دولار، مع توقعات بوصوله إلى 624 مليار دولار بحلول عام 2027، حيث تشمل هذه الأرقام الإيرادات المباشرة من مصادر مثل حقوق البث، الرعاية، التذاكر، المنتجات الرياضية، مراكز التدريب، وغيرها، كما يمتد هذا التأثير أيضاً إلى قطاعات أخرى مثل الضيافة، والسياحة، والتجزئة، ما يجعل الرياضة ماكينة اقتصادية متعددة الفوائد.
الأرقام تكشف الحقائق:
وتؤكد الحقائق الرقمية أن الرياضة أصبحت قطاعاً استراتيجياً في الاقتصاد العالمي. كرة القدم على سبيل المثال، الرياضة الأكثر شعبية في العالم، تضم أكثر من 3.5 مليار مشجع وقاعدة لاعبين تصل إلى 250 مليون لاعب مسجل في 200 دولة، فيما بلغ حجم سوق كرة القدم العالمية 36 مليار دولار في عام 2021، ومن المتوقع أن يرتفع إلى 45 مليار دولار بحلول عام 2025.
وتظهر المؤشرات كذلك أن الرياضة تجاوزت كونها مجرد نشاط أو لعبة، لتصبح صناعة استراتيجية تساهم في تحقيق أهداف اقتصادية واجتماعية كبرى. الاستثمار في الرياضة اليوم لا يعزز فقط الإيرادات الوطنية، بل يخلق بيئة محفزة للابتكار، ويعزز مكانة الدول على الخريطة الاقتصادية العالمية.
ختاماً:
يمكن القول إن الرياضة لم تعد رفاهية أو ترفيهاً بسيطاً، بل أضحت محركاً تنموياً متكاملاً يساهم في تشكيل مستقبل الاقتصاد العالمي.
وهاهي إنطلاقة جديدة للرياضة الكويتية تطوي صفحة العقد الماضي وتعيد الرياضة الكويتية إلى الصدارة برعاية وتوجيه من قائد المسيرة حفظه الله ورعاه حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ / مشعل الأحمد الجابر الصباح وتنفيذ وإنجاز دقيق من معالي السيد/ عبدالرحمن المطيري وزير الدولة لشئون الشباب وإخوانه فريق عمله المبدع.
دمتم بود
0 التعليقات:
أضف تعليقك